مدينة مراكش بدون بوصلة اقتصادية أو سياحية: أزمة القيادة والإبداع

مدينة مراكش بدون بوصلة اقتصادية أو سياحية: أزمة القيادة والإبداع

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
1375
التعليقات على مدينة مراكش بدون بوصلة اقتصادية أو سياحية: أزمة القيادة والإبداع مغلقة

بقلم : نورالدين بازين

تُعد مدينة مراكش واحدة من أبرز وجهات السياحة في المغرب، بفضل تاريخها العريق، ثقافتها الغنية، ومعمارها الفريد. ولكن ماذا لو نظرنا إلى مراكش بعيدًا عن هذا الإطار السياحي والاقتصادي؟ ماذا لو حاولنا استكشاف المدينة دون التركيز على قيمتها كمقصد سياحي أو كمركز اقتصادي؟

في غمرة الحديث عن الأرقام والإحصائيات، قد ننسى أن مراكش، مثل أي مدينة أخرى، تتمتع بجوانب متعددة تتجاوز مجرد كونها نقطة جذب سياحي أو مركزًا تجاريًا. إنها مدينة نابضة بالحياة، تتشكل من سكانها، ثقافتها، وتاريخها الغني الذي لا يمكن اختزاله في سطور إعلانات السياحة أو تقارير الأداء الاقتصادي الموجه.

 

تُعتبر مدينة مراكش، ذات التاريخ الغني والتقاليد العريقة، واحدة من أبرز المدن السياحية في المغرب. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت المدينة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بإدارتها وغياب رؤية واضحة تواكب التطورات الاقتصادية والسياحية العالمية. يبدو أن مراكش أصبحت تعاني من نقص في الكفاءة في القيادة، ما أثر بشكل كبير على قدرتها على الابتكار والتجديد.

 

وتعد الإدارة الفعّالة حجر الزاوية لأي مدينة ناجحة. في مراكش، يبدو أن هناك فجوة متزايدة بين الطموحات العالية والتطبيق الفعلي. من خلال النظر إلى السياسات والإجراءات الحالية، يتضح أن هناك نقصًا في التنسيق بين الجهات المعنية، مما أدى إلى تراجع في جودة الخدمات والبنية التحتية.

كما أن العجز عن استثمار الموارد بشكل فعال وعدم القدرة على تنفيذ مشاريع جديدة تسهم في تعزيز مكانة المدينة يظهران جليًا. بعض المشاريع السياحية والاقتصادية التي كان من المفترض أن تُحدث فارقًا، قد تم تأجيلها أو حتى إلغاؤها بسبب ضعف التخطيط والإدارة.

 

و في عالم سريع التغير، يعتبر الابتكار مفتاحًا للحفاظ على التنافسية. لكن يبدو أن مراكش تفتقر إلى استراتيجية متكاملة للتجديد والتحديث في مجال السياحة. ورغم كونها واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية، فإن المدينة لم تتمكن من تقديم تجارب جديدة ومبتكرة تتماشى مع متطلبات السياح المعاصرين.

من الجدير بالذكر أن المدن الأخرى التي تنافس مراكش على السياحة قامت بدمج التكنولوجيا والتجارب الثقافية الحديثة لجذب السياح. بينما مراكش، بمؤسساتها القديمة وأساليبها التقليدية، تجد صعوبة في جذب الزوار الجدد الذين يبحثون عن تجارب أكثر تميزًا.

 

و تشكل القضايا الاقتصادية جزءًا كبيرًا من المشكلة. هناك نقص في استراتيجيات التنمية المستدامة التي تعزز من النمو الاقتصادي للمدينة دون الإضرار بالبيئة أو النسيج الاجتماعي. هذا النقص في الرؤية المستقبلية أدى إلى تباطؤ في تطوير البنية التحتية الأساسية والاقتصادية، مما يؤثر على جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل.

 

و لمعالجة هذه الأزمات، تحتاج مراكش إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في الإدارة والتطوير، إذ يمكن أن تبدأ المدينة بزيادة الشفافية في عمليات اتخاذ القرار، وتعزيز المشاركة المجتمعية في صياغة السياسات. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تبني استراتيجيات مبتكرة لتعزيز السياحة وتطوير الاقتصاد بشكل مستدام.

للاشارة، الاستثمار في التكنولوجيا، وتحسين جودة الخدمات، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على مدينة مراكش. كذلك، فإن إشراك المجتمع المحلي في مشاريع التنمية يمكن أن يسهم في تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الجميع.

يمكنك ايضا ان تقرأ

انسحاب والي مراكش من لقاء المحامين العرب يثير تساؤلات..

حكيم شيبوب شهدت أشغال لقاء المكتب الدائم لاتحاد