تزايد هجرة السياح إلى أوروبا: هل أصبح المغرب أقل جاذبية؟

تزايد هجرة السياح إلى أوروبا: هل أصبح المغرب أقل جاذبية؟

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
4537
6

بقلم : نورالدين بازين

في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة السياحة في المغرب تغيرات ملحوظة، خاصةً في ظل تفاقم مشكلة ارتفاع الأسعار. إذ أصبحت البلاد، التي كانت في السابق وجهة سياحية مفضلة، تشهد تراجعاً ملحوظاً في أعداد السياح سواء من المغاربة المقيمين في الخارج أو من الزوار الأجانب. وفي الوقت نفسه، تتزايد أعداد السياح الذين يفضلون الوجهات الأوروبية، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التحول وأثره على الاقتصاد المغربي.

 

أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تراجع أعداد السياح إلى المغرب هو الارتفاع الكبير في أسعار الخدمات والسلع. في السنوات الأخيرة، شهد المغرب موجة من التضخم وارتفاع الأسعار، مما جعل تكلفة السفر والإقامة في البلاد تفوق ميزانية العديد من السياح. بعض التقارير تشير إلى أن أسعار السياحة في المغرب قد تجاوزت بالفعل أسعار الوجهات الفاخرة مثل دبي، ما جعل المغرب أقل جاذبية مقارنةً بالخيارات الأوروبية أو الخليجية.

 

تأثرت صناعة السياحة العالمية بعدد من الأزمات الاقتصادية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والتضخم العالمي. ومع ذلك، بينما تمكنت بعض الوجهات من التعافي بسرعة واستعادة جاذبيتها، يبدو أن المغرب يواجه تحديات إضافية. تأثير الجائحة على الاقتصاد المغربي كان ملموساً، حيث تأثرت البنية التحتية السياحية والخدمات بشكل كبير، مما دفع السياح إلى البحث عن وجهات أخرى أكثر أماناً واقتصادياً.

 

بجانب الأسباب الاقتصادية، هناك تحولات في تفضيلات السياح. فالكثير من السياح المغاربة والأجانب يتجهون نحو أوروبا بسبب تنوع العروض السياحية وجودة الخدمات والأنشطة الترفيهية المتنوعة التي تقدمها. أوروبا تقدم للسياح تجربة مختلفة تشمل الثقافة والتاريخ والمعالم الطبيعية الرائعة، بالإضافة إلى أنها تتيح للزوار الاستفادة من قيمة جيدة مقابل المال.

 

ولكي يتمكن المغرب من استعادة مكانته كوجهة سياحية رائدة، يحتاج إلى تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات، يتطلب الأمر تحسين البنية التحتية السياحية، تقديم عروض وأسعار تنافسية، وتطوير برامج ترويجية فعالة.، كما يجب على السلطات المغربية أن تبذل جهوداً كبيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية العامة وتسهيل الاستثمار في القطاع السياحي لجعل المغرب وجهة أكثر جاذبية.

 

في الوقت الذي يعاني فيه المغرب من تراجع في أعداد السياح بسبب ارتفاع الأسعار والتحديات الاقتصادية، تظل الفرصة سانحة أمامه لإعادة إحياء قطاع السياحة. من خلال تحسين الظروف الاقتصادية وتعزيز جاذبية السياحة، يمكن للمغرب أن يستعيد مكانته كوجهة سياحية مميزة ووجهة تفضيلية لكل من السياح المحليين والأجانب.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

المقاوم الفذ مولاي عبد السلام جبلي يستحضر مراكش زمن الحماية الفرنسية من خلال برنامج دردشة (الجزء الأول)

كلامكم مولاي عبد السلام الجبلي أيقونة فذة من