نحن مجرد أرقام ..

نحن مجرد أرقام ..

- ‎فيرأي
608
6

ذ. ادريس المغلشي .

لغة الأرقام كما يقال ناطقة لاتقبل الجدال واضحة لاتعترف بالكذب فهي نتيجة حتمية لكل افكارنا ومشاريعنا وظل لكل استراتيجياتنا التي قد ترهن البلد لعمر طويل .فتأثيرها في السياسة واضح والصراع حول صياغتهامحتدم قدترتفع لتصبح مشكلا كمافي العجز والبطالة وقد تصبح انجازا مبهرا نحتفل به كما في معدلات التنميةونسب النجاح.لكن الملاحظ انها في الآونة الأخيرة أصبحت مضللة بلغة السياسي تفضح غشه وتفندحقيقتها ردودبعض المؤسسات طبقالما يصدر مثلا عن مندوبية التخطيط أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من تقاريرصادمة.للأسف لم تعدتؤثرالارقام في الفاعل السياسي فلا مؤشر التنمية يستفزه ولامعدلات التضخم. تعامله باللامبلاةوفي أحيان اخرى بالعجز تجعلنا نتخوف على مصيرنا مع التدبير الحكومي.لعل من ابرز الحالات المستفزة التي كشفت بالملموس ارتجالية التدابير في مشاريعنا الحكومية أن تصبح بعض ارقام الاحصائيات محدد اساس للمؤشر الذي قد يمنحك دعما اليوم ويسلبه منك غدا .كم هو مستفز ان نعيش لحظات مأساوية نتيجة عمليات حسابية خانتنا فيها الآلة الحاسبة وتقديراتنا العشوائية ولم نستطع ضبط ارقام حالة اجتماعية لانصافها ونحن يا لغرابة الموقف نطلب من الآخر ضبط نفسه ..!

هناك معضلة منهجية تعيشها الحكومة كونها تجلب بعض الافكار الجيدة لتنزيلها بشكل بليد على بيئة مختلفة ومتخلفة لاتنسجم شروطها مع تلك الآليات والمؤشرات المستوردة . وهنا تغيب لمسة الابداع عند المدبر المغربي لنجده عاجزا عن الجواب على سؤال مركزي كيف نجعل تلك المقاربة تخضع لشروط بيئة تنزيل مغربية ؟ نحتاج لوعي بالخصوصية من أجل ربح رهان معالجة وضعية مأزومة لتشكل انطلاقة حقيقية لربح مشروع مجتمعي .
في وطننا العزيز نحن مجرد أرقام عن اليمين او عن اليسار توضع لها الأصفار لايهم كيف تكتب ولاكيف تنطق المهم انها رصيدانتخابي عند الاحتياط.تكسوه الحاجة والعوز ليبقى رهينة في أيدي سماسرة الانتخابات واعداء الديمقراطية ومدعيها . نحن بطاقات بلاهوية ولاخدمة . ضحايا تدابير عشوائية تقذفنا من ادارة الى ادارة ومن مكتب الى مكتب وهكذا دواليك . لاندخل في اهتمامهم سوى في مشاريعهم الذاتية لتنمي ارصدتهم بالبنوك .
خذ كمثال الأرقام التي قدمها رئيس مجلس النواب في حملته الانتخابية وهو يدقق معنا فيها محددة بالتفصيل مامصيرها؟ هل حان الوقت لنهيء انفسنا لنرجمه بالحجر كما جاء على لسانه .ام نتابع ارقام مباراة المحاماةوالانتداب القضائي التي لم تحترم في عهدالوزيرالحداثي وهبي . وارقام اثمنة المحروقات التي اصر تجارها على ابقائها في مستواها ضدا على ارادة المواطنين وغيرها من الارقام التي لم تراع القدرة الشرائية في الخضر والفواكه فاستعرت وعلا مستواها لأعلى الدرجات منسجمة مع حرارة الطقس حتى تتماهى معها لخنق المواطن .
لقدنجحوا في ترويض المواطن كما فعلوابالأرقام وجعلوها تخدم مصالح شركاتهم دون مراعاة للواقع المعيش ،اصبحنا سجناء لمخططاتهم ولم نعد نسمع عن تحركات للمجتمع المدني في مواجهة هذا الغلاء وهذا العبث .انخفظت ارقام المحتجين امام ارتفاع كل المؤشرات .واصبحنا مجرد ارقام غير فاعلة ولا مساهمة في التغيير . أرقام لن تقدم ولن تؤخر . نحن مجرد ارقام لاغير .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. الاحتجاجات تتصاعد في جماعة حربيل تامنصورت: مهرجان التبوريدة في مواجهة أزمة النظافة

طارق أعراب في مشهد يعكس توترًا اجتماعيًا عميقًا،