بقلم : نورالدين بازين
مراكش، المدينة التي تعتبر وجهة سياحية عالمية بامتياز، تعاني من تحديات اقتصادية جسيمة تتطلب اهتماماً خاصاً بخارطة التنمية المستدامة. بعيداً عن المهرجانات الفلكلورية التي تستقطب الزوار وتساهم في تعزيز الصورة السياحية، يبقى السؤال عن ما تحتاجه مراكش فعلاً لتحسين جودة حياة سكانها المحليين.
الشباب العاطل في مراكش يمثل جزءاً كبيراً من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، بحاجة ماسة إلى فرص عمل مستدامة تلبي طموحاتهم وتحقق استقرارهم المالي.
تأتي الوحدات الصناعية كحلاً محتملاً لهذه المشكلة، حيث يمكنها أن توفر فرص عمل متنوعة للشباب، سواء في مجالات الإنتاج أو التكنولوجيا أو الخدمات.
بالإضافة إلى الوحدات الصناعية، تحتاج مراكش أيضاً إلى دعم قوي لريادة الأعمال والتعليم المهني، لتمكين الشباب من اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل المتغير بسرعة.
بالتزامن مع ذلك، يجب على المجلس الجماعي والمؤسسات غير الربحية تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة لدعم نمو الاقتصاد المحلي بشكل شامل.
تحسين البيئة الاقتصادية في مراكش ليس مجرد استثمار في المستقبل، بل هو ضرورة تتطلب تعاوناً مستمراً بين القطاع الخاص والمجلس والمجتمع المدني. إن تحقيق التوازن بين السياحة المزدهرة واحتياجات السكان المحليين للعمل والازدهار هو التحدي الكبير الذي يجب مواجهته بحزم وتعاون.
وللإشارة فحياة الرفاه هي مفهوم يتأثر بعوامل عدة مثل الدخل، الصحة، التعليم، الإسكان، وجودة الحياة بشكل عام. وبالنسبة لسكان مراكش، يوجد تنوع كبير في مستوى الرفاهية بين السكان، حيث يعيش بعضهم في ظروف مادية جيدة ويتمتعون بوسائل الراحة والخدمات الأساسية، بينما يعاني آخرون من الفقر والتحديات الاقتصادية.
وإذ تعتبر مراكش وجهة سياحية شهيرة، فإن تحديات الفقر وعدم المساواة الاجتماعية تظل قائمة في بعض الأحياء الفقيرة داخل المدينة، فتحسين جودة الحياة لجميع السكان يتطلب استراتيجيات متعددة الأبعاد تركز على تعزيز فرص العمل، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، وتحسين البنية التحتية، إلى جانب تعزيز الحماية الاجتماعية ومكافحة الفقر، وكل ذلك لن يتأتي بتنظيم مهرجانات فلكلورية والطعريجة وجلباب الأبيض، بل بجلب الاستثمارات واستحداث منافذ آقتصادية أخرى تعود على الجميع بالنفع.
إنما يعكس تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة لمراكش هو الاستثمار في مستقبل الجيل القادم، ضماناً لاستدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي في هذه المدينة التاريخية.