حكيم شيبوب/ تصوير ف. الطرومبتي
في أجواء من التأمل والتسامح، احتشد العديد من سكان مدينة مراكش لزيارة مقبرة باب غمات في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي يحمل معاني دينية عميقة لدى المراكشيين . تعكس هذه الزيارات الروحانية تراثًا دينيًا ممزوجًا بالتقاليد المحلية التي تجمع بين الذكرى والصلاة والتأمل.
تقع مقبرة باب غمات في قلب منطقة سيدي يوسف بن علي، حيث تعتبر واحدة من الأماكن الهامة التي تستقطب الزوار في هذا اليوم المبارك. يأتي الناس من مختلف أحياء مراكش للمشاركة في هذه الزيارة الدينية، حاملين معهم الصلاة والدعاء لأرواح الأموات ومنتسبيهم.
بينما يتجول الزوار في الممرات الضيقة بين القبور القديمة، يتذكرون أسلافهم ويروون قصصًا عن حياة الراحلين وإسهاماتهم . يضعون الزهور وماء الزهر كرمز للتقدير والاحترام، مؤكدين بذلك رغبتهم في الاحتفاظ بروح الوفاء لأحبتهم الراحلين.
تشكل زيارة مقبرة باب غمات في يوم عاشوراء فرصة للتأمل والتفكر واستحضار الذكرى، حيث يجتمع الناس لنشر رسائل السلام والمحبة والتسامح. ينعكس الهدوء والسكينة في أجواء المقبرة، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للتواصل الروحي والتأمل الشخصي.
تعد هذه الزيارة خير دليل على الترابط العميق بين الدين والثقافة في مجتمع مراكش، حيث يعبر السكان عن وحدتهم وتضامنهم من خلال المشاركة في هذا الحدث الديني المهم. ينتهي اليوم بأمل أن يعود الزوار إلى منازلهم محملين بالسكينة والإيمان، متشبثين بروابطهم القوية مع الراحلين من احبتهم، ما يجعل من زيارة باب غمات في يوم عاشوراء لحظة تعبير عميقة عن الولاء والتقدير لأسلافهم .
