نورالدين بازين
في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة والتغيرات المناخية المتزايدة، تواجه مدينة مراكش تحديات خطيرة تتعلق بالإمدادات المائية والحفاظ على استدامتها. يتصاعد القلق بشأن العرض المائي في السدود القريبة من المدينة، والتي تلعب دوراً حيوياً في تأمين مياه الشرب والزراعة.
تعد المياه من أساسيات الحياة، وفي مراكش، حيث تعتبر المدينة واحدة من أبرز المراكز السياحية في المغرب، فإن استدامة مصادر المياه أمر حيوي لاستمرار التنمية والنمو الاقتصادي. تستفيد مراكش من عدة سدود رئيسية مثل سد تاكركوست وسد سيدي محمد بن سليمان الجزولي، التي تأمن المياه للسكان والقطاع الزراعي على مدار السنة.
لكن مع انخفاض منسوب المياه في هذه السدود، يبدأ سكان المدينة والمسؤولون في التعبير عن قلقهم بشأن مستقبل الإمدادات المائية. تشير التقارير الفنية إلى أن المياه في بعض السدود قد اقتربت من مستويات الحد الأدنى المقررة، مما يزيد من الضغوط على السلطات لاتخاذ إجراءات وقائية ومواجهة التحديات المتزايدة لضمان استدامة الموارد المائية.
التغيرات المناخية والأنماط الجديدة للأمطار تعتبر جزءًا من التحديات الرئيسية، حيث يتوقع المختصون استمرار تقلبات الطقس والجفافات الموسمية. يؤكد الخبراء على أهمية تعزيز إدارة الموارد المائية وتحسين كفاءة الاستخدام، بما في ذلك التحول إلى تقنيات الري الحديثة والحفاظ على مساحات الأراضي الخضراء.
في مواجهة هذا السيناريو المحتمل، تعكف السلطات المحلية والمجتمع المدني على وضع خطط استراتيجية لمواجهة أزمة المياه المحتملة، بما في ذلك إجراءات لتقليل الاستهلاك وتعزيز الوعي بأهمية المحافظة على الموارد المائية.
ويشار أن حجم المخزون المائي لسدود جهة مراكش-آسفي، قد بلغ، 195,6 ملايين متر مكعب بنسبة 52,86 في المائة.
إن مستقبل مراكش ومدى استمراريتها كمركز سياحي وثقافي مرهون بقدرتها على التكيف مع تحديات المياه، والتي تعتبر محورية لاستدامة الحياة في هذه المدينة. وحسب المعطيات الواردة، فإن الوكالة الحوض المائي لتانسيفت فإن هذا المستوى يظل أقل من معدل الملء في الفترة ذاتها من السنة الماضية (201,1 مليون متر مكعب بنسبة 54,35 في المائة).