مراكش.. المدينة التي توقف فيها الزمن

مراكش.. المدينة التي توقف فيها الزمن

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
1515
التعليقات على مراكش.. المدينة التي توقف فيها الزمن مغلقة

مراكش/ نورالدين بازين

بينما تنطلق المدن المغربية الكبرى بنشاطاتها وأوراشها وأعمالها الكبرى استعدادا للمحطات المهمة المقبلة، تبرز مراكش كمدينة خارج عن هذا الركب الاقتصادي و المعماري، و بينما يشهد كثير من أقاليم المغرب إعادة هيكلة وتطويراً مستمراً، تظل مراكش تحفظ جزءاً من أوراشها القديمة التي خطط لها الراحلون بشكل ملحوظ، مما يثير تساؤلات حول التقدم والتحديات التي تواجهها هذه المدينة.

و منذ قرون، كانت مراكش مركزاً للثقافة والفن والتجارة في المغرب، ورغم أنها تجذب السياح من جميع أنحاء العالم بسبب أسواقها الرائعة وأزقتها الضيقة، إلا أن التطور الحضري الذي شهدته المدن الأخرى مثل الدار البيضاء والرباط وفاس وطنجة، يبدو أنه توقف في مراكش بشكل غريب وملحوظ.

و في العقود الأخيرة، تمت توسيع البنية التحتية للعديد من المدن المغربية، مع مشاريع كبرى تشمل الطرق السريعة والمحطات الطرقية والمدارس والمستشفيات والمناطق السكنية الجديدة والمطارات والمناطق الخضراء، لكن في مراكش، يبدو أن الاستثمار في البنية التحتية والمرافق العامة ليس على نفس المستوى، مما أثار انتقادات واسعة من السكان المحليين والمهتمين، الذين يؤكدون ان عجلة آلة ” الطراكس” ستدور هنا وهناك مع قرب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو المشهد الذي لم يعد ينطلي على أحد.

السكان يشكون من ضعف البنية التحتية في مراكش، حيث لا تزال الطرق الضيقة المتخمة بالحفر والمزدحمة تعيق حركة المرور، والمشاكل في توفير المياه والكهرباء تستمر في بعض الأحيان. ومع ذلك، فإن النقمة الرئيسية تتعلق بالتخطيط الحضري والتنظيم العمراني، حيث تواجه المدينة تحديات كبيرة في إدارة نموها والحفاظ على هويتها الثقافية والتاريخية في آن واحد، خصوصا وأن المدينة مقبلة على احتضان استحقاقات سياسية و رياضية كبرى.

الكثير من المهتمين يقولون إن سبب تأخر التطور في مراكش يعود إلى إرادة المنتخبين الشبه المنعدمة والقرارات السياسية البطئية وحسم السلطات المحلية، مؤكدين أن البعض يشكو من غياب الرؤية الاستراتيجية الطويلة الأمد، والتي تكون غالباً مفقودة بسبب الحسابات الضيقة والتباينات في الأولويات.

علاوة على ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك تأخراً في تنفيذ المشاريع الجديدة وإعادة تأهيل المناطق القديمة في المدينة، مما يؤدي إلى تدهور التراث الثقافي والمعماري. وبينما يحاول بعض المسؤولين المركزيين جاهدين تحفيز الاستثمار الخاص وتحسين الخدمات الأساسية – ليس الاستثمار في تشييد الفنادق ومجمعات السكنية ” الهاي كلاس” المتعلقة بفيلات مخصصة لعلية القوم من خارج المدينة – ، يظل التحدي كبيراً أمام مدينة تعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية في المغرب.

وللإشارة، تظل مراكش مدينة لها سحر خاص وجاذبية استثنائية، ومع ذلك، يتعين على السلطات المحلية والوطنية النظر بجدية في التحديات التي تواجهها والعمل بشكل أكثر فعالية لتحقيق التوازن بين تحريك عجلة الاقتصاد ( لا أتحدث عن السياحة) والبنية التحتية و الحفاظ على التراث والتطور الحضري المستدام في هذه المدينة الفريدة.

يمكنك ايضا ان تقرأ

انسحاب والي مراكش من لقاء المحامين العرب يثير تساؤلات..

حكيم شيبوب شهدت أشغال لقاء المكتب الدائم لاتحاد