كلامكم/ تصوير: ف. الطرومبتي
في قلب المدينة القديمة بمراكش، يعيش سكان درب لفقيه ببلقصور مأساة يومية تتمثل في الضجيج المزعج الذي ينبعث من إقامة مقيمة أجنبية، دون أي إجراءات رادعة من السلطات المحلية. تتألم الأسر المجاورة تحت وطأة الضوضاء المستمرة التي تؤثر على جودة حياتهم وراحتهم النفسية.
يشكو سكان درب لفقيه ببلقصور من أن الضوضاء الناجمة عن نشاطات مقيمة أجنبية في الحي لم تعد قابلة للتحمل. تتضمن هذه الضوضاء موسيقى مرتفعة الصوت في ساعات متأخرة من الليل وأصوات وصراخ يومي يعكر هدوء المكان التاريخي. يروي السكان لميكرفون جريدة كلامكم قصصًا عن ليالٍ أمضوها يحاولون النوم دون جدوى، وأيامًا مليئة بالتعب والارتباك بفعل الإزعاج المستمر.
ومع ذلك، يبدو أن الشكاوى المتكررة والمناشدات للسلطات المحلية لم تجد آذانًا صاغية. يتساءل السكان عن سبب عدم اتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفات المستمرة، مما يؤثر سلبًا على جودة حياتهم ويشعل احتجاجاتهم.
وفي هذا السياق، عبر عدد منهم، وهم من سكان الحي، عن غضبهم قائلين: “نعيش في هذا الحي التاريخي للهدوء والسكينة، ولكن بسبب الضوضاء الكبيرة من المقيمة الأجنبية، أصبحنا في حالة من اليأس. نحتاج إلى حماية وتدخل فوري من السلطات لوقف هذا الجحيم اليومي.”
من جانبها، لم ترد السلطات المحلية على شكايات السكان باتخاذ إجراءات فعالة ضد هذه المقيمة الأجنبية التي تدعي أن لها علاقات ونفوذ في الرباط – وفق تصريحات السكان- الذين يستمرون في الدعوة إلى حماية حقوقهم وإعادة الهدوء إلى منطقتهم التاريخية، ويأملون في أن تتخذ السلطات اللازمة لإنهاء هذا الصراع المستمر.
في النهاية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت مراكش ستبقى مدينة تاريخية مزدهرة تحتضن السلام والهدوء، أم أنها ستسمح بتحولها إلى مسرح للضوضاء والاضطرابات المستمرة وإلى مستعمرة جديدة لمقيمين أجانب.
للإشارة، ومن أجل استقراء الرأي الآخر، حاولنا الاتصال بهذه المقيمة الأجنبية من أجل أخذ رأيها في هذه الإتهامات الصادرة عن السكان، إلا أن محاولتنا باءت كلها بالفشل.