عذرا ….. الحكومة غير مستعدة للتفاعل

عذرا ….. الحكومة غير مستعدة للتفاعل

- ‎فيرأي
802
6

بقلم:محمد أمين وشن*

إن عدم تفاعل وغياب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مع طلب تناول الكلمة في موضوع عام وطارئ ، طبقا للمادة 152 من النظام الداخلي لمجلس النواب ، حول الأزمة الخطيرة التي تعيش في ظلها كليات الطب والصيدلة والتي تقدمت بها الفرق النيابية للمعارضة كما الأغلبية ، و رد الحكومة السوريالي عليها بكونها “:غير مستعدة للتفاعل مع الموضوع ” ليعد انتكاسة ديمقراطية حقيقية تستحق الشجب و التنديد ، باعتبار أن الغياب الحكومي عن جلسات المساءلة ظل مسترسلا على امتداد الولاية الحكومية ، بل وطال حتى مناقشة الحصيلة الحكومية قطاعيا داخل اللجن ، وهي السلوكات التي تضرب صميم الدور التشريعي و الرقابي المنوط بنواب الأمة ممارسته على الحكومة ، هذه الأخيرة التي تحاول تقزيم هذه الأدوار المؤسساتية في ردة غير مسبوقة ديمقراطيا تترجم عدم القدرة الحقيقية لديها في إشراك المعارضة بشكل فعال و حقيقي في العملية السياسية ، و الضعف التواصلي الحواري مع الآراء المختلفة و التفاعل إيجابا معها .
إن الحكومة و للأسف ترفض أي مساءلة ، و لا مناقشة للسياسات العمومية ، ولا حتى أدنى نقاش سياسي داخل قبة البرلمان كما خارجه ، لا من طرف نواب الأمة ولا الأحزاب السياسية ولا السلطة الرابعة ، و كأن بها تريد بطريقة ما تكميم الأفواه المنتقدة لسياساتها ، ولو على حساب المسار الديمقراطي ، ولو على حساب وطن و أبنائه.
و عودا على موضوع طلب تناول الكلمة التي تقدمت به فرق المعارضة و المجموعة النيابية ” أزمة طلبة الطب و الصيدلة ” وهي الأزمة التي طفت لما يزيد عن الستة أشهر ، و تسير رأسا الى إقرار سنة بيضاء لطلبة الطب و الصيدلة مما يعاكس خطابات الحكومة حول إصلاح منظومة الصحة باعتبارها أولى أولويات ” الدولة الاجتماعية ” الشعار الذي تحمله هذه الحكومة إجحافا وهي التي فشلت فشلا ذريعا و غير مسبوق في احتواء ذات الأزمة ، و وقف الهدر الدراسي الجامعي الطبي الذي ناهز المئتا يوم دراسي ، مما خلفه ذلك من آثار نفسية لما يقارب 25000 طالبة و طالب و أسرهم نظير المقاربة الفاشلة و الماضوية التي تبنتها الحكومة بالتعالي الفارغ و العنف و التجاهل و التهميش و التحقير و الوعد و الوعيد و القرارات التأديبية و شيطنة حراك الطلبة …… ، في عدم اكثرات تام أن بمثل هذه المقاربات لن نزيد سوى في هدر مقدرات الوطن وتعطيل عجلة التنمية ، وقوفا على أن أزمة طلبة الطب و الصيدلة ليست أزمة أكاديمية تأطيرية وحسب بل هي أزمة صحية اجتماعية تمس الأمن الصحي للمواطنين كافة ، و تمس في العمق مسألة الهشاشة الاجتماعية في بعدها الصحي المكفول دستوريا و قانونيا لعموم المغاربة مما يستخلص معه كون أنها ليست أزمة فئوية أو قطاعية بل هي أزمة مجتمعية تعيق لحاقنا بركب التنمية المنشود .
وإلى حين انتباه الحكومة أن الوضع الاجتماعي اليوم أصبح له اشكالات جديدة تتطلب ميكانيزمات جديدة فعالة للحوار عوض المقاربات البوليسية البائدة ، و أن القطاع الصحي اليوم بات عمادا للتنمية وأن نجاح ورشه هو أولى درجات سلم الدولة الاجتماعية ، وإلى حين أن تعي جسامة الرهانات المجتمعية و المسؤولية الكبيرة المتمثلة في الحفاظ على الأمن الصحي للمملكة ، وأن القطاع الصحي قطاع اجتماعي بامتياز و أي إضرار به يعد إضرارا بالمصلحة العامة …………
فعذرا فالحكومة اليوم غير مستعدة للتفاعل .

* من صفحة الفايس بوك

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

المقاوم الفذ مولاي عبد السلام جبلي يستحضر مراكش زمن الحماية الفرنسية من خلال برنامج دردشة (الجزء الأول)

كلامكم مولاي عبد السلام الجبلي أيقونة فذة من