الرباط: محمد بلال
التقيته كصحفي أكثر من مرة، وهاتفته أكثر من مرة وكان دائما في الموعد، فنان تسأله ويجيب بدون تردد، فنان لم تبهره الجوائز، والألقاب، ولا الأدوار الكبيرة التي قام بتشخيصها.. لأنه ببساطة وقبل أن يكون ممثلا فإنه فنان مثقف، مولوع بالقراءة، والتدوين، فهو يناقش ويدلي برأيه في قضايا عصرية ومجريات الأحداث التي من حوله..
- وحين يختار مخرج ممثلا مثقفا كالفنان ربيع القاطي، فإنه يعرف حتما بأنه سيربح الرهان، كما حصل تحديدا للمخرج سي محمد بوزاكو في فيلم “أنوال”، واختار ربيع ليلعب دور “أسد الريف” وفي المسلسل الليبي “الزعيمان” ومسلسل “صقر قريش” وغيرها من الأعمال الدرامية المغربية والعربي التي أبهر فيها ربيع المشاهد بأدائه التشخيصي، ولذلك جاءت الألقاب والجوائز.. والحضور القوي في الساحة لتكرس تميزه كفنان مثقف وهو يرسم لنفسه مسارا فنيا مضيئا، الذي لم تزده جوائز أفضل ممثل دور أول أو غيره إلا إشراقا.. وأيضا تواضعا، لأن الفن بالنسبة إليه رسالة ووعي وتشريف للبلد والرسالة التي يحملها كل فنان مثقف.
- وهذا حال الفنان المثقف الذي يبحث فيفنه، ويحافظ على صدق إبداعه.
- أنا أعرف الفنان ربيع القاطي.. بأنه يهرب من الأضواء، والفلاشات.
- ومن وجهة نظري لا أتصور ممثلا بالخصوص من دون وعي بمجريات أحداث عصره، وبدون رأي.
- كثيرون لا ثراء معرفي لديهم، ولا يطورون أنفسهم. فكيف يمكن لهذا النوع بأن يترجم أفكاره ورسائله ويمررها للآخرين.
- كيف يمكنهم مناقشة الأفكار وتحليلها وما بالكم لو نتحدث عن مدى اندماج هذا النوع من الفنانين في المجتمع.. وطلب منه على الأقل مشروعه الفني/المجتمعي..
- والأكيد.. سيكون الأمر أصعب مما قد نتصور، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لأن من يفقد الثقافة، والبحث، والاطلاع على الأفكار، فإنه بالتأكيد لن تكون له رؤية، ولا رأي، وبالتالي قد لا يصلح بأن يكون حتى قدوة لجيل جديد من الفنانين وغير الفنانين من الشباب.
- وأخيرا..
- تحية للفنان ربيع القاطي.
- وتحية لكل فنان مثقف، يحمل فكرا، ومشروعا فنيا، ومجتمعيا، ويترجم أفكاره، ويسعى بأن يكون قدوة، بتصوره للحياة وللواقع، ويراهن بأن تكون رسالته تحمل التغيير في مجتمعه للأفضل ويستحضر تاريخ أمته المغربية والعربي المضيء ممثلا لأكبر وأشهر الأدوار في أعمال درامية عربية تشهد له بالتميز والنجاح الذي زاده توهجا وتواضعا.