بقلم : محمد الغلوسي
لا أدري شخصيا ما الذي يقدمه المسؤولون لمدينة مراكش التي يفضلون أن يطلقوا عليها “مدينة سياحية “،والحال أن حال المدينة يبعث على الشفقة ،ساحة جامع الفنا المشهورة والمصنفة كثرات عالمي تتحول إلى مزبلة ،رائحة البول والغائط التي تتركها الدواب التي تجر العربات تفوح من بعيد ،دراجات نارية تسير بسرعة جنونية وسط الساحة والناس التي تتجول بالساحة تلتفت ذات اليمين وذات الشمال حتى تنجو بجلدها من جنون سائقي الدراجات ،متسكعون وحمقى يتجولون وسط الساحة ،ساحة بها حفر وأتربة وغبار يتطاير ،فوض ى في كل مكان.
باختصار وأنا انقل لكم المشهد جزئيا فقط لأن الواقع لايرتفع ولايمكن تزييفه ويشهد على ضحالة وبؤس ساحة أريد لها ان تكون قبلة وفضاء للترويج للمدينة سياحيا.
هنا مراكش ،يتساءل الناس ،أين العمدة ،أين الوالي ،أين الحكومة من كل هذا البؤس الذي نجد فيه انفسنا مجبرين على التعايش مع رائحة بول البغال ،شعارات وبرامج الإنتخابات كانت تبشر المراكشيون بمدينة جميلة وأنيقة وإقلاع اقتصادي ونهضة ثقافية سرعان ما كشف الواقع زيفها وتبخرت مع مرور الأيام واتضح أنها كانت مجرد إحتيال على الناس وبيع الأوهام لهم لإستجداء أصواتهم.
ليبقى السؤال مراكش تستعيث فمن يستطيع أن يتدخل لإنقاذ هذه المدينة الجميلة والرائعة من هذا البؤس ؟
وهل من جهات قادرة على فتح ملف محاسبة نخبة سياسية تدبر المدينة تفرغت لمصالحها وتبحث عن كل السبل لتنميتها هاجسها مراكمة الثروة واستغلال مواقع المسؤولية وتركت المدينة في حاجة لمن ينفض عنها غبار النسيان والإهمال.
ملحوظة :في ظل هذا المشهد البئيس يتم تنظيم المهرجان الوطني للفنون الشعبية وسط ساحة جامع الفنا ولا أدري ما إذا كان وزير الثقافة على علم بتعايش روائح البول والبؤس الذي يعم المكان مع نظرته وتصوره للثقافة والفنون ؟