زماننا وزمانهم …

زماننا وزمانهم …

- ‎فيرأي
228
6

 

لكل زمانه لكن زماننا ممتد في التاريخ غارق في ماضيه لايتزحزح شبهه احد الظرفاء بمد طويل حين غنته أم كلثوم ياليل في سهرة دامت ثلاث ساعات ونصف ، مواويل طالت حتى دوخت الكل ، هي تكرر نفس اللازمة والجمهور يرد ياعين ،فلا الليل تغير بصبح جميل ولااعين توقفت عن دمع يسيل.الجمهور يتمايل صفا كانه بنيان مرصوص.
يحكى والعهدة على الراوي .
أننا في زمن مضى لم تتغير ظروفه رغم كل مانشاهد من مظاهر الحضارة في بلداننا العربية. وكيف يلاحظ الآخر طريقةزيارتك لبلده ومدى انضباطك لطقوس تلك الحضارة من خلال احترام الملك العام والتعامل مع المؤسسات .وكيف تقاس الوطنية من خلال ممارسة حقوقك في مرافق الوطن بدون تجاوز. يحترم زمن الانجاز بشكل لايجعلك تموت كمدا في قاعة الانتظار فلايستجيب لك احد وانت مغمض العينين غارق في اوهامك أنك في وطن .لان البعض يعتبر زيارتك نوع من الشغب المرفوض ويجعل من بقائك سرمدا تعيد فيه طرح الأسئلة ولن تجد لها جوابا .فتستغني عن الخدمة وطرح الأسئلةلأنك ترفض مطلقاكل الخدمات التي تحط من آدميتك وكرامتك.دقات الزمن في الادارة بطيئة حد الموت فلاتكاد تنظر إلى الساعة دون ان تجد حلا فلا العمل انجز ولا الزمن توقف لينصفك.
لازلت اذكر في احدى الدول الأوروبية تأخرت الطائرة عن موعدها نتيجة الظروف المناخية السيئة. السيدة صاحبة الصوت الجميل بعد اعتذار لبق وكلمات مجاملة متكررة بشكل يسمح بتوزيعها على الحاضرين فردا فردا …
تخاطب عموم المسافرين باعتذارها كون الطائرة المتجهة نحو المغرب لن تنطلق الا في الساعة الثانية بعد الزوال بتأخر سيدوم لأربع ساعات ملتمسة من المسافرين التوجه الى المطعم الفلاني من اجل اخذ مايطلبون من مشروبات ومأكولات إلى حين اقلاع الطائرة وكم كان مستفزا والبعض يهرول بسرعة نحو المقصف ليأخذ طعاما وفاكهة وماء وبعض قطع حلوى..! وكم كان المشهد مثيرا ان الاغلبية كانوا من افريقيا ..!
بينما الآخرون اكتفوا بفنجان قهوة أوعصير برتقال مع جريدة.
مشهد يختزل كل شيء فعلمت يقينا أننا غرقى في المواويل حد البكاء ولم نكن ندري انها تخذير عطل كثيرا من جاهزيتنا.لم نعد قادرين على الاستفاقة معها لنعي وجودنا فوق هذه البسيطة .
ذ.ادريس المغلشي .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

شاطئ سيدي موسى في الجديدة إقطاعية للبلطجة المسنودة بالنفوذ السلطوي

من عبد الواحد الطالبي – مراكش   تحول