نورالدين بازين
قال متتبعون للشأن المحلي بجهة مراكش آسفي، أن شركة ألزا للنقل العمومي ، تهين إعلانات وإشهارات الشركات المستشهرة التي تحملها في خلفية الحافلات العمومية وتجوب شوارع مدينة مراكش والنواحي بحرية وبدون مراقبة وكأن قطاع الاشهار والاعلانات لا يحتكم إلى شروط و قوانين.
وأضاف هؤلاء في تصريح لجريدة كلامكم، أن حمل أعلانات وإشهارات على خلفية حافلات النقل العمومي متهالكة وقديمة ومهترئة، فيه إساءة واحتقار لمنتوج الشركات التي وضعت ثقتها في شركة ألزا، من أجل إشهار منتوجاتها الاستهلاكية عبر شوارع المدينة الحمراء والنواحي، مشيرة أنه بدل أن يتم وضع الاعلان والإشهار على خلفية حافلة نقل محترمة وجديدة، فإنها تسيئ لهذا المنتوج وتبخسه لدى المستهلك في غياب جودة حافلة النقل العمومي.
وأكدت المصادر نفسها، أنه إضافة إلى هذه الإساءة واحتقار المنتوج والشركة المنتجة لهذا المنتوج، فإن خدمة هذه الحافلات التي تجوب الشوارع غير قانونية وغير شرعية بحكم أن العقد لم يتجدد مع إدارة شركة ألزا، موضحة أن وضع إعلان وإشهار في خلفية حافلة تجوب الشوارع بطريقة غير قانونية، يعد إشهارا وإعلانا باطلا ويجب على السلطات أن تتدخل وتفتح تحقيقا في شرعية ووضعية هذه الإعلانات وتمنع وضعه.
يأت ذلك في الوقت الذي تتحدث فيه جهات عن ترسيخ مفهوم الجهوية ، وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، على الأهمية الكبرى والمكانة المحورية التي يحظى بها الإعلام الجهوي باعتباره عنصرا وشريكا أساسيا في تعزيز مسلسل التنمية المندمجة والمستدامة محليا وجهويا، وفي بناء أسس الديمقراطية المحلية، فإن ” امبراطور” النقل العمومي بالمغرب شركة ألزا بلغت مستوى غير مسبوق، في احكتار الإعلانات والإشهار التابعة لشركات عمومية وشبه عمومية وخاصة ، التي تحملها على خلفية كل حافلة تجوب شوارع المدينة.
كيف لشركة خاصة بالنقل العمومي أصبحت متعددة الإختصاصات..؟
رؤية إدارة شركة ألزا الجديدة، في مجال الإعلان والإشهار مكنتها من احتكار سوق الاعلانات بمدينة سبعة رجال، وهي الهيمنة التي لا يمكن تفعيلها بدون مساندة من الإدارة المكلفة بتدبير شؤون المدينة على مستوى عالي، وهو ما أثار عدة استفسارات بعدما تبجحت هذه الإدارات بوجود إعلام جهوي -لا يتسفيد أصلا لا من الدعم العمومي أو الخصوصي-، في المقابل يطالبون أهل المهنة بالنزاهة والمصداقية.
فكيف تطالبون من صحافي يسير مقاولة صحفية بتفعيل ميثاق الاخلاق وأنتم تدعمون شركات أجنبية بإعلانات وإشهارات في حين تغلقون الأبواب في وجهه.. اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون..
إن ما صرح به بنسعيد في عدة مناسبات، حرص الوزارة على تقديم كل الدعم والمواكبة للمشاريع الجادة الرامية إلى تجويد وتطوير المشهد الإعلامي الجهوي وتقوية القدرات المهنية للصحفيين العاملين به، وفقا للضوابط المهنية الجاري بها العمل ولقواعد الأخلاقيات المؤطرة للمهنة، وذلك تجسيدا للممارسات الفضلى التي ينبغي أن يقوم عليها الحقل الإعلامي بمختلف فئاته ومكوناته، إنما هو تصريح سياسي بعيد كل البعد عن الواقع الذي تتخبط فيه الصحافة الجهوية، وأن من يطالبون هذا الجسم بأخلاقيات المهنة، عليهم أولا أن يوفروا له أبسط شروط المقاومة هو توزيع الإعلانات القانونية والإشهار بالعدل التابعة للجهة، خصوصا أن الإعلام يعيش بمداخيل هذه الإعلانات وغير ذلك فكأننا نغطي الشمس بالغربال.
وفي هذا السياق يقول أحد المقاولين الصحفيين بجهة مراكش آسفي، “الصحافة الجهوية لا تطالب إلا بحقها في الإشهار والإعلان حتى يمكن لها ان تستمر في الصدور والنشر، وعوض ان “زيد الشحمة فظهر المعلوف”، من خلال منح شركة ألزا وشركات أخرى ومهرجانات عابرة للقارات من طرف الإدارات العمومية والشبه العمومية والشركات الخاصة، التي تغرف من خيرات هذه الأرض أموالا طائلة بدون حسب أو رقيب إشهارات وإعلانات ، في حين يتم إعدام الجرائد والمواقع الالكترونية الجهوية من نصيبها في هذه ( المحنة)..”.