محمد بلال: كلامكم
صدر للشاعرة والقاصة المغربية والإعلامية فتيحة النوحو مجموعتها الجديدة بعنوان “اللائي وقصصهن”، عن منشورات دار التوحيدي بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، والغلاف من إنجاز الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي.
وهي قصص واقعية يقول عنها أحمد العمراوي الشاعر والناقد المعروف، بأنه يستمد قوته من جنس الكتابة الواقعية المرتبطة بعالم المرأة، من خلال سبر أغوار حالات نسائية واقعية جدا. تستقي عملها من الواقع وتحوله إلى سرد ممتع من الناحية اللغوية ومثقل بمضامين تستقيها ميدانيا من عالم النساء.
وأضاف بأن الكاتبة تحسن الإنصات وتسوق لنا عدة حالات لنساء هن اللائي عشن حالات قلق ذاتي ولكن انطلاقا من واقع قد تكون فيه سلطة الرجل والأسرة والقبيلة هي المتحكم. عالم مختلف ومتخلف كما يحلو للكاتبة نعته. عالم حادة ورقية وحليمة ومريم ومليكة وشريفة وفاطمة وغيرهن.
موضحا في هذا السياق بأن الدار البيضاء وفاس ومكناس وصفرو والعرائش والبوادي المغربية هي الفضاء التي تتحرك فيه شخصيات اللائي بقصص مملوءة بالحق والاحتقار والهزيمة للزمان وأهله.
مؤكدا بأن فتيحة النوحو مبدعة “غبن أن نهوي” و”الوغودية” تواصل رحلة كشفها عن علل مجتمع من خلال نسائه هي التي تشتغل بمجلة نساء وتناضل من أجل النساء. عالم لا تأخذ فيه حادة من الحدة إلا الإسم، ولا تأخذ منه مليكة إلا الهزيمة، ولا شريفة إلا الاحتقار. إنها تعرية لواقع مرير. واقع واقعي جدا.
ومن جهتها ترى الكاتبة لطيفة باقا بأن الشاعرة فتيحة النوحو في مجموعتها الشعرية الجديدة طرحت صور قاسية ومؤلمة لمصائر هشة وسريعة العطب… هذه هي النصوص التي تضعها الشاعرة والإعلامية فتيحة النوحو بين أيدينا. مصائر لنساء على حافة الضياع والنسيان بل والموت، تسرد لنا الكاتبة حكاياتهن التي ينتصر فيها الواقع عن الخيال. بقلم شفاف نجح في القبض على التفاصيل من زاويتها الحادة والجارحة… تفاصيل رصدتها عين الصحفية المتمرسة وتأملتها نظرة الشاعرة. اللائي وقصصهن هذه التجربة الجديدة التي تدخلها الشاعرة فتيحة النوحو هي نافذة تشرعها واسعا على عالم نسائي بصيغة الجمع يجمعه ألم بصيغة المفرد.
فيما ترى الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي بأن الكاتبة تساءلنا عن حدود التماس بين المرأة الانثى والمرأة الانسان، أي منهما تزيح الأخرى عن أحقيتها في البوح، في العتاب، في النحيب، في القصاص في الندم في الانتفاض، في الحلم؟
قصص لسيدات حقيقيات لم تخضعن لفلتر الكاتبة لتجميلهن أو تزييف معاناتهن لضرورة أدبية ملحة، بل وظفت صدق اللغة التي تناسب سياق الحكي، فنجد في هذه المحكيات المرأة الزوجة الام الأخت العمة والابنة تفردهن قصتهن ويجمعهن الجرح ألم ذوات هشة في قرحها وفرحها، في صدقها وريائها ـفي وفائها وخيانتها، في ندمها وتألقها، أظمومة تجعلنا نتوقف لنصغي من خلال المفردة لحكي الذات المعلنة دون استحضار لذاك الخطاب الذي يشوش على إنسانية المرأة ويلبسها قضية تفصلها عن محيطها العادي وتركنها في زاوية خاصة، فيما الواقع ان الألم هو إنساني بغض النظر عن جنس حامله ومرتبط بكل ما ومن حوله محكيات موسومة بحساسية مرهفة تارة قاسية تارة أخرى ترنو التطهر عبر الانكشاف انطلاقا من جلد الذات الى التصالح معها.