حوار: محمد بلال
كرمت جمعية “شمس” لألعاب القوى بسلا مؤخرا البطل هشام سفور العداء الهاوي والعصامي المعروف في السباقات على الطريق والترايلات الجبلية على هامش الدورة الثالثة ل “ترايل معمورة”.
وإذا كان هشام قد أمضى سنوات متنقلا بين الترايلات الجبلية والمنافسة في السباقات على الطريق فإنه همه في الحياة لم يكن هو حصد الميداليات بقدر ما كانت الغاية هو أن يكون قدوة للشباب في الخلق والمثابرة والتحدي ونشر القيم النبيلة، ولذلك جاءت رسالته في حواره مع موقع “كلامكم” واضحة تماما.
- بداية ماذا يتذكر هشام عن مشاركته في ترايل “بنسليمان“؟
ترايل بنسليمان من الترايلات الجيدة ومضمار السباق جيد للغاية وسط طبيعة خلابة وبحكم متابعتي له وبحكم الأصداء الطيبة أجزم بأنه يتطور سنة بعد أخرى، وبالمناسبة فقد كنت من المشاركين في دورته الأولى، إلا أنني لم أعاود المشاركة فيه لظروف حياتية حالة دون ذلك، وهو بالمناسبة من السباقات الجديرة بالتشجيع. ولابد كذلك من الإشارة بأن مثل هذه السباقات تحتاج لدعم المستشهرين وأيضا المجتمع المدني.
- وما هو انطباعك عن هذا النوع من السباقات بشكل عام؟
السباقات في المغرب تتطور وتحتاج لدعم أكبر من طرف المستشهرين ومن المجتمع المدني كذلك.
- المعروف أن هشام يخوض في كل شهر رمضان تحديا معينا، فلماذا هذه التحديات وفي شهر رمضان تحديدا؟
- تحدياتي الرمضانية طيلة هذا الشهر الفضيل كل عام كانت تحديات يومية أجدد أفكارها كل سنة كتعبير عن تلك التراكمات القيمة والأخلاقية التي أؤمن بها.
- التحديات بالنسبة لي سباق نحو المستقبل، سباق الإنسان نفسه مع نفسه يعبر عن ذاته ليكون في العالم ولكون هو العالم.
- التحديات هي بصمة حبر تجعلني أختزل أفاقي اللامتناهية التي خلقتها فينا الرياضة التي هي مصدر للسعادة تجمع بين الاعتناء بالجسم والخروج من قوقعة البؤساء حيث يلتزم الكل بما حدد له سلفا.
- تحدياتي الخاصة عبارة عن تدفق إنساني خالس أسميه بتجدد الرضا.
- تحدياتي ما هي إلا دعوات أمي المتواصلة التي تنير لي طريقي إلى الخير لا غير.
- تحدياتي موجهة إلى ذلك الأب الخمول وذلك الأب داخل البيت أو ذلك الأب الصالح القدوة خارجه الذي يقول هلكتني الحياة والروتين اليومي من العمل إلى البيت، ومن البيت إلى العمل، ومن الصلوات المفروضة إلى الصيام والقيام وقلة ساعات النوم والراحة، سيقف وقفة تأمل وإعادة النظر حي يراني كأب مثله تماما أضيف تحديات رياضية لهذا الشهر الفضيل سيدرك بأنه مخطئ في نظرته للحياة ولن يفيد الشباب بأي شيء.
- وما هو نوع هذه التحديات التي خاضها هشام إلى جانب سباقاته المختلفة؟
هي عديدة فمثلا في رمضان 2019 التحدي الرمضاني كان هو قطع 300 كلم بمعدل 10 كلم يوميا وفي كل يوم مع مكان وفضاء جديد طيلة الشهر الفضيل.
- عام 2020 التحدي الرمضاني “زمن الأسطح” من زمن كورونا 30 دقيقة يوميا صعودا ونزولا 85 درجة طيلة الشهر الفضيل.
- 2021 تحدي رمضاني بشعار “أمنيات رمضانية” متنقلا بالدراجة يوميا بين مساجد أحياء سلا والرباط وما جاورهما من تمارة والدار البيضاء طيلة الشهر الفضيل.
- عام 2022 التحدي الرمضاني تحت شعار “كل نهار ورزقو” على متن الدراجة بمعدل 25 كلم يوميا وأتعداها في بعض الأيام حتى حصلت على 900 كلم طيلة الشهر الفضيل.
- وخلال عام 2023 تحدي بشعار “النغمات الرياضية الرمضانية” وهي جولة ما بين جميع المعالم والمآثر التاريخية والعمرانية لمدينة الرباط وسلا والنواحي.
- وفي رمضان 2024 تحدي بشعار “غير خذوني لله غير خذوني” وهي ميداليات أحرزتها في السباقات معلقة على الجدران، وهي كلها ميداليات الحب والتقدير لها معنى ولها أثر، وهي ميداليات تتجاوز السباق ودالة على مجهود بدني وإرهاق كبير للوصول إلى الهدف.
وليس الهدف بالنسبة لنا خط النهاية بل أن تكون قدوة حقيقية وتشارك قيمك مع الآخرين ولهذا نحرر ونهدي ونشارك ميدالياتنا مع من يستحق المغامرة والتقدير وما الحياة إلى عطاءنا ومشاركتنا لأجمل مقتنياتنا مع من يستحقها أو على الأقل مع من يبتسم في وجوهنا.
- إلى جانب كونك عداء معروف لدى منظمي مختلف السباقات فأنت مولع بالكتابة القصصية؟
- نعم..
- ولماذا لم تبادر لجمع هذه القصص في كتاب؟
الفكرة تراودني.. وسيحين وقتها وهي كتابات تعكس قناعاتي الفكرية وتطلعاتي عبر قصص قصيرة وهي مشروع كتاب يراودني من حين لأخر لأجمع فيه تجربة ذلك الشهر المثابر وذلك الإنسان المغربي الذي يعيش في قلب مجتمعه.
- كعداء ومتسابق كيف تنظر لمستقبل ألعاب القوى؟
بتفاؤل طبعا وذلك لوجود عدائين كبار يعدون بالكثير ولوجود أطر وكفاءات تسهر على هذه الطاقات الواعدة، وما ينقص في تقديري هو الاهتمام والتحفيز والتشجيع لا غير.
- وكيف تشعر لحظة تكريمك الأخير؟
كانت التفاتة طيبة من جمعية “شمس” لألعاب القوى وهي تنم عن العرفان والتقدير والجميل وأنا أشكرهم على هذه المبادرة الطيبة وللعلم فأنا شاركت في معظم السباقات على الطريق والترايلات الجبلية في ربوع الوطن وما زلت إن سنحت لي الظروف.
وتكريمي مؤخرا من طرف جمعية “شمس” لألعاب القوى بسلا المشرفة على “ترايل معمورة” في دورته الثالثة هذه السنة، هي حافز قوي بالنسبة لي للتوقيع على حضور أكبر في الملتقيات المقبلة إن شاء الله وللتذكير فقد سبق لي وأن شاركت في “ترايل الشاون” المسمى “لاتغافيرسي” و”مولاي يعقوب” و”ترايل أورافريكا” و”ترايل جبل موسى” ببليونش و”ترايل جبل بلوازان” بنواحي المضيق و”ترايل زاكورة” الصحراوي… و”ترايل تافراوت”، والسباقات على الطريق أغلبها أو جلها المعروفة بنسخها ودوراتها، وشخصيا أعتبر بأن هذا التكريم هو اعتراف وتشريف للسنوات التي قضيناها بين السباقات هنا وهناك وتثمين للخطوات المباركة بين الطرقات والمسالك هنا وهناك. ولابد من توضيح شيء مهم وهو أني رياضي غير محترف، هاوي وعصامي وAutonome ماشي رياضي محترف تابع لشي نادي. ومعروف عند جميع الرياضيين والمنظمين، ولا أتردد من تلبية دعوة المنظمين كلما سمحت الظروف بذلك.