نورالدين بازين
أفادت مصادر علمية لكلامكم، أن النيابة العامة بمراكش لازالت تحقق في الأسباب الحقيقية في وفاة مواطنين، قيل أن سبب هلاكهم (تسمم غذائي) صادر من وجبات سريعة خفيفة بمحلات وسناكات بالمدينة الحمراء.
في هذا السياق، سبرت كلامكم أغوار هذا الموضوع المثير للجدل، والذي وضع المكتب الصحي الجماعي لمراكش في وجه المدفع، وحملته المسؤولية الكاملة في ( تسمم) مواطنين وانعدام المراقبة، وكأن الأمر يوحي بالعثور على كبش فداء بتوجيه من جهات لها علاقة بصحة المواطنين وتحويل الأنظار عن هذه المؤسسات العمومية التي لها صلة مباشرة بمراقبة الوحدات الصناعية المعتمدة للمواد الغذائية وإخضاعها للمراقبة إلى واجهة المكتب الصحي الجماعي.
وكشفت مصادر الجريدة، ان هذه الوحدات الصناعية للمواد الغذائية المعتمدة إلى جانب مجازر اللحوم واسطبلات الدواجن والبيض، تستقر بضواحي مدينة مراكش هروبا من مراقبة المصالح الجماعية والولائية الصحية، وهو ما يطرح سؤال جدوى وظيفة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSSA، باعتباره مؤسسة عمومية خاضعة لوصاية الدولة، مسؤولة عن السلامة الصحية للمنتجات الغذائية ومطابقة المواد الغذائية المستوردة للمعايير وهو تابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
و من أولويات ONSSA حماية المنتوجات الغذائية مواكبة للعالمية، قبل دخولها الى المطاعم والسناكات ووصولها من وحدات صناعية إلى المستهلك، كظاهرة ( بطاطيس لفريت، البيض، مكعبات ثلجية الغير الخاضعة للمراقبة ..)، كما بطاطس لفريت والمكعبات الثلجية يتم توزيعها عبر طريق التحايل من طرف بعض أصحاب الوحدات الصناعية، حتى تكون التكلفة غير باهضة، ويتجسد هذا التحايل من خلال عدم إشهار اسم الشركة ورقم الاعتماد، وهذا واضح حتى على واجهة الشاحنات المحملة بهذه المواد السريعة التلف، وهي التي تستوجب ترخيصا من طرف ONSSA .
وصلة بالموضوع، أن نتيجة التحاليل المخبرية تؤكد أن ( باكتيريا سال مونيل) مصدرها الأساسي هو البيض الذي تقتنيه بعض المطاعم والسناكات بأقل ثمن و غير الخاضع للتفتيش البيطري، وهي عملية يجب ان تقوم بها ONSSA من المصدر وهي الوحدات الصناعية والانتاجية لهذه المادة إلى جانب اللحوم الحمراء والدواجن ومواد السريعة التلف.
وعودة على بدء، فإن اختصاصات المكتب الصحي الجماعي لمراكش هو التحسيس والتوعية، ويقوم بصلاحيات السهر على احترام شروط نظافة المساكن والطرق وتطهير قنوات الصرف الصحي وزجر إيداع النفايات بالوسط السكني والتخلص منها، والسهر على احترام الضوابط المتعلقة بسلامة ونظافة المحلات المفتوحة للعموم، خاصة المطاعم والمقاهي وقاعات الألعاب والمشاهد والمسارح وأماكن السباحة، وكل الأماكن الأخرى المفتوحة للعموم، وتحديد مواقيت فتحها وإغلاقها.
كما أن عمل هذا المكتب يكون على مدار السنة وبشكل يومي وليس منسباتيا، خصوصا أن تواجده حاضر بقوة وفاعلية من خلال الأرقام والاحصائيات التي تتوفر عليها كلامكم، مقابل مكتب ONSSA ، الذي يجب أن يقوم بدور دركي الذي يحد من النزيف من مصدره، باعتباره أن اختصاصاته هو مراقبة الوحدات الصناعية والانتاجية بالمدار القروي قبل ولوجها، وهو العمل الذي يظهر ONSSA ضعيفة في حماية وسلامة المنتجات الغذائية بالوحدات الصناعية.
وللإشارة، فإن ما يجري حاليا، من إثارة موضوع التسمم الغذائي بهذا الشكل المثير وبهذه الوثيرة غير العادية وبتوجيه يستهدف مصالح المجلس الجماعي لمراكش ( المكتب الصحي الجماعي)، يثير أكثر من علامة استفهام حول هذه الأحداث المتسارعة، خصوصا أن التحقيقات حول وفيات مواطنين بسبب ( التسمم الغذائي) لازالت جارية من طرف النيابة العامة ..