بقلم: محمد بلال
الدكتور إدريس البخاري أستاذ وباحث متفاعل مع محيطه، فبين الفينة والأخرى يفاجئني العزيز والأستاذ إدريس البخاري بالجديد، والذي يتمثل هذه المرة في مؤلفه القيم “جائحة داء فيروس كورونا”، ليؤكد بذلك بأنه ابن عصره، فهو باحث وأستاذ متفاعل مع محيطه، ومتفاعل مع أحداث عصره، حيث يستلهم مواضيع مؤلفاته من صميم الحياة اليومية لمجتمعه، وهذه المرة ينغمس من جديد الدكتور إدريس البخاري في موضوع جائحة كورونا.
هذه الجائحة التي استلهم منها الدكتور إدريس البخاري مؤلفه القيم، واستلهم منها مواضيع وقضايا هذا المؤلف ليقدم للقارئ منتوجا فكريا قد يعود موضوعه بالنسبة لبعضنا إلى أيام (أليمة) فقد خلالها هذا البعض عزيزا أو صديقا أو حبيبا أو… أو…. أو…، فيما قد يكون البعض وقد عادت به ذاكرته إلى أيام فيروس كورونا للحظات عصيبة عاشها شخصيا أو عاشها قريب منه، توسد ابان هذه الفترة وسادة المرض والألم.
وأخيرا فإنه باستقرائنا وغوصنا بين دفتي هذا المؤلف لا يمكن إلا أن نستحضر تلك الأيام، أيام فيروس كورونا وما أقساها من أيام وما أتعبها من أوقات التي نتذكر من خلالها كيف مرت عصيبة بطيئة مؤلمة، صحيح كانت قدرا في حياتنا وفي حياة العالم برمته، كان اليوم لا يخلو من مكبرات الصوت التي تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر وإلى تكريس عملية التحسيس وتفادي أسباب الإصابة بهذا الفيروس الفتاك، فيما كانت الجثث التي كنا نعدها تزيد في نفوسنا رعبا وخوفا.
وأخيرا لا يمكن للقارئ وهو ينهي جولته بين صفحات مؤلف الدكتور إدريس البخاري، إلا أن تعود ذاكرته إلى زمن فيروس كورونا، وبالتالي وهو يستحضرها لا يمكن إلا أن يحمد الله ويشكره أن نجاه وأنجى أعز الناس إليه من مصيبة هذا الفيروس.
شكرا للدكتور إدريس البخاري على هذا المؤلف الذي يؤرخ لفترة صعبة من حياتنا، ولكن في نفس الوقت يجعلنا نستحضر تلك الفترة لنأخذ منها العبرة وخاصة للذين تجاهلوا أو تناسوا اليوم ذلك الفيروس، علما بأنه لم يغادرنا بعد فهو ما يزال يتنقل بين ظهرانينا كما تفيد الأخبار بين الفينة والأخرى، قراءة ممتعة لكل باحث يقوده فضوله للحصول أو العثور أو مصادفة الكتاب.
وتجدر الإشارة أن للكاتب مجموعة من الإصدارات المتنوعة المضامين والاهتمامات وكان آخرها كتابه (الحسن الثاني الملك الكريم العظيم).