محنة زلزال الحوز.. رسخت التلاحم القوي القائم بين العرش والسلطات والشعب

محنة زلزال الحوز.. رسخت التلاحم القوي القائم بين العرش والسلطات والشعب

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
1306
التعليقات على محنة زلزال الحوز.. رسخت التلاحم القوي القائم بين العرش والسلطات والشعب مغلقة

نورالدين بازين/ كلامكم

رسخت محنة الزلزال العنيف، الذي ضرب عددا من أقاليم المملكة ومن ضمنها إقليم الحوز، يوم 8 شتنبر الماضي، مخلفا آلاف الشهداء والعديد من المصابين، التلاحم القوي القائم بين العرش والسلطات والشعب، وعززت إرادة المملكة، القوية بأبنائها، من أجل مواصلة مسيرة التنمية بكل عزم وثقة.

مباشرة بعد هذه الفاجعة، التي طبعت سنة 2023، أعطى الملك محمد السادس تعليماته لتعبئة كافة أجهزة الدولة، من قوات مسلحة ملكية، وقطاعات حكومية وسلطات محلية، وقوات عمومية وفرق الوقاية المدنية، لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية اللازمة قصد تسريع عمليات الإنقاذ، وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدة للأسر المتضررة.

ولهذه الغاية، ترأس الملك، عدة جلسات عمل خصصت ﻟتدارس اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب زﻟزال الحوز، ولتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من هذا الزلزال، ولبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة.

وإلى جانب جلسات العمل هاته، قام الملك، في 12 شتنبر، بزيارة إلى المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، حيث تفقد جلالته الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال، كما استفسر جلالته عن الخدمات الصحية المقدمة لهم من طرف الفرق الطبية المعبأة على إثر هذه الكارثة الطبيعية.

وتمكن المغرب، بإشراف مباشر من الملك، من تجاوز مرحلة الإنقاذ إلى مرحلة إعادة تأهيل وتعمير المناطق المتضررة، من خلال وضع برنامج مدروس، ومندمج وطموح، لمواجهة كل تداعيات هذا الزلزال بشكل قوي ومنسجم وسريع، بميزانية توقعية إجمالية تقدر بــ120 مليار درهم على مدى خمس سنوات.

إلى جانب ذلك، فمجهودات السلطات الإقليمية بإقليم الحوز برئاسة عامل الإقليم، رشيد بنشيخي، تستمر بوتيرة عالية، وبتنسيق محكم مع القطاعات والمصالح المختصة،وذلك من أجل تدبير أزمة زلزال 8 شتنبر الماضي، وهو ما أفضى إلى تقدم ملحوظ في مسار تدبير تبعات الزلزال في الآجال المحددة.

هذا التقدم الإيجابي،يشكل ثمرة العمل الدؤوب والمستمر الذي تباشره السلطات الإقليمية بإصرار وبمنهجية عمل دقيقة، وذلك تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، من أجل تجاوز مخلفات الزلزال وإعادة الإعمار بالسرعة والجدية اللازمتين، بما يضمن حياة كريمة للساكنة المتضررة.

وأكد الملك، من جهة أخرى، على ضرورة انسجام عملية إعادة الإعمار مع تراث المنطقة وخصائصها المعمارية المتفردة واحترام كرامة الساكنة وعاداتها وأعرافها.

وفيما يخص الاستفادة من الدعم المالي المخصص لإعادة بناء وتأهيل المنازل المتضررة بشكل كلي أو جزئي، أكدت المصادر ذاتها، أنه إلى حدود 03 أبريل الجاري، استفاد ما يصل إلى 25000 أسرة من مبلغ 20.000 ألف درهم كدفعة أولى، بالإضافة إلى 26500 أسرة التي تستفيد شهريا من مبلغ 2500 درهم، مشيرة إلى أن مختلف أشكال الدعم المرتبطة بإعادة بناء وتأهيل المنازل المتضررة، تمنح للأسر المعنية وفق مسطرة واضحة وشفافة، وذلك عبر منصة رقمية تضم مختلف القطاعات المتدخلة. إلى جانب ذلك، تم توفير ما يصل إلى 262723 قفة غذائية طيلة فترة ما بعد الزلزال لفائدة المتضررين.

الساكنة المتضررة، قد حضيت في شهر رمضان الكريم، بعناية خاصة، حيث تم إلى حدود اليوم  توزيع 43074 قفة غذائية لدعم المتضررين من الزلزال، ولا زالت هذه العملية مستمرة طيلة أيام هذا الشهر الفضيل.

السلطات الإقليمية، لم تدخر جهدا لتسريع عملية هدم وإزالة أنقاض المباني المنهارة كليا أو تلك التي لا تصلح للسكن، وذلك بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتجهيز بإقليم الحوز، من خلال تعبئة كبيرة لجميع مواردها البشرية واللوجستية، والمتمثلة في عشرات الآليات من كافة الفئات إلى جانب أعوان الإنعاش الوطني، لضمان السير الآمن والفعال لهذه العملية التي تعد أساسية لمباشرة عملية إعادة الإعمار في الآجال المحددة.  وقد تم إنجاز شطر مهم من هذه العملية رغم الإكراهات المصاحبة لها، خصوصا ما يتعلق بصعوبة الولوج وشساعة الإقليم، وبلغت الحصيلة في هذا الإطار 8084 بناية.

وفي إطار تسهيل المساطر الإدارية المتعلقة بعملية إعادة البناء، السلطات الإقليمية واللجان المعنية تواصل جهودها الجبارة، سعيا منها لتمكين الساكنة المتضررة من التراخيص الخاصة بإعادة البناء والتأهيل، حيث تم إصدار ما يفوق 21000   ترخيص.

 

وللإشارة، تتواصل على قدم وساق، وبإشراف من السلطات الإقليمية، أشغال إعادة بناء وتأهيل المباني المتضررة، حيث يوجد حاليا ما يقارب 7000 بناية في طور إعادة البناء والتأهيل.

 

كما أن عمل السلطات الإقليمية تتواصل في التعامل السريع مع الأزمة في بدايتها، عبر تعبئة كل اللجن المختصة، لتوفير جميع الإمكانيات التقنية والوسائل اللوجستية اللازمة من أجل تقديم المساعدات بشكل متواصل ومستمر.

 

يمكنك ايضا ان تقرأ

انسحاب والي مراكش من لقاء المحامين العرب يثير تساؤلات..

حكيم شيبوب شهدت أشغال لقاء المكتب الدائم لاتحاد