لسوء الحظ، ما حققته شركة “ألزا” للنقل الحضري وشبه الحضري في مدينة مراكش و نواحيها يشبه إلى حد كبير سلسلة مأسي تستمر في التكرار، والتي تعكس انعدام إهتمام إدارة الشركة المذكورة، بسلامة المواطنين واستمرار الإهمال في مجال النقل العام.
في يوم السبت 30 مارس الجاري، لم تكن حافلة “ألزا” مجرد وسيلة للنقل بل كانت مشهدًا لمأساة قد كان بالإمكان تجنبها بتجديد الأسطول و تنفيذ ما يتضمنه كناش التحملات الذي إلتزمت الشركة بتنفيذه بحذافيره. غير أن الرياح العاتية فضحت لا مبالاة هذه الشركة الإسبانية بأرواح المغاربة، بعدما تسببت في اقتلاع سقف إحدى حافلات “ألزا” على مستوى الخط الرابط بين مركز 44 بجماعة أولاد أدليم والمدينة الحمراء، لتكون تهديدًا محتمًا لحياة الركاب، ولولا حُسن الحظ لكان الأمر أكثر فظاعة.
هذا الحادث المروع ليس مجرد حادث عابر، بل هو نتاج لنهج إداري مُثبت في سياسة الشركة، وهو نهج يتجاهل تمامًا السلامة ويتجاوز الحدود بلا حياء. فالتقارير والتحقيقات تكشف عن قائمة طويلة من التجاوزات والإهمالات التي تتجلى في حافلات الشركة، حيث أصبحت تمثل خطرًا محدقًا بحياة المواطنين.
بعيدًا عن الأرقام والإحصاءات، يجب أن نواجه الواقع بكل جرأة وصراحة، و نقول بوجه مكشوف أن موتًا محتملا يتجاوز الحدود يهدد كل من يعتمد على حافلات “ألزا” كوسيلة للنقل، ما يعتبر مأساة بكل المقاييس، ولكن الأسوأ هو أنها مأساة يمكن تجنبها، بإلزام الشركة بتنفيذ الواجب عليها أو منح حق إمتياز النقل لشركة تقدر أرواح المغاربة.
و لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الفوضى ولفرض المسؤولية على الجهات المعنية، لأن المواطنين المغاربة ليسوا مجرد أرقام في إحصاءات أو جيوب تدر الأموال في حساب شركة “ألزا”، بل هم أرواح تستحق الحياة الآمنة والكريمة. لذا، يجب أن على والي جهة مراكش آسفي فريد شوراق أن يضع حدا للمأسي التي اقترفتها و تقترفها الشركة في حق رعايا جلالة الملك محمد السادس، لان غير ذلك سيكون مدخلا لكوارث لا تحصى سيكون المغاربة ضحاياها.