محمد بلال
يحز في النفس أن تظل جل مسلسلاتنا حبيسة الجدران، والأزقة، والصالونات..ويحز في النفس أكثر وأمام الوعي المتنامي لجمهور الشاشة الصغيرة أن نتجاهل ونحن نبني الحكاية الدرامية هذه الديكورات الطبيعية والجميلة ببلادنا، والتي على الأقل إذا كانت بعض هذه الأعمال مملة في معالجتها للإشكالات فإن سحر الطبيعة قد تغطي نسبيا هذا الضعف ونسهم في تسويق الصورة ثقافيا وسياحيا.
في الدراما العربية.. نجد كتاب السيناريو يروجون بالاسم والصورة لمعالمهم السياحية والثقافية بالاسم الواضح، ويستحضرون في سياق الحوار رموزهم الفكرية والتاريخية.. وإن كانت هذه الأعمال الدرامية ما يزال جلها يجري تصويرها في الصالونات…
الدراما في تقديري.. حان الوقت لتنفتح على الفضاءات الخارجية.. حتى وإن لم تكن دراما تاريخية، لأن التصوير داخل الشقة، أو حتى (الفيلا) يحرم المشاهد المتتبع للمسلسل الرومانسي أو الاجتماعي من التفاعل أكثر وأكثر مع صور بعيدة كل البعد عن امتدادات الحياة…
وأعتقد بأن المسألة تتعلق هنا بالأساس بنخبة كتابنا، لأن السيناريو هو الأساس الذي ينبني عليه العمل..
وأخيرا لدينا طبيعة خلابة، وديكورات متنوعة. ولدينا شوارع تحمل أسماء متجذرة في تاريخنا، ولدينا جيل جديد من الكتاب الموهوبين والمثقفين، ولا شيء إذن يمكن أن يحرم المشاهد من الاستمتاع بجمال بلاده وسحره، ولا شيء يمنع من استحضار شخصياتنا المثقفة وذكر معالمنا التاريخية والثقافية بالاسم الصريح.. ففي ذلك تربية وتعليم وإغناء للمدارك والمعارف وخاصة لجيل الشباب من أولادنا الذي يعيش بعضهم حالة استيلاب.