لنا رأي . إلى حدود الآن الخسائر قليلة..

لنا رأي . إلى حدود الآن الخسائر قليلة..

- ‎فيآخر ساعة, رأي, في الواجهة
1627
التعليقات على لنا رأي . إلى حدود الآن الخسائر قليلة.. مغلقة

بقلم : نورالدين بازين

 

” لا يرمى بالحجارة إلا الشجر المثمر”.

 

إنهم يتسللون إلى الساحات والمجالات بدون تأشيرة دخول في غياب حدود فاصلة بين فعل التخصص وبين الفعل المبني على المصلحة والنفعية. إنهم كطائرة متطفلة تدخل غلافا جويا غير مسموح لها، الدخلاء يتسللون إذن، وقد حققوا مآربهم العتيقة بخصال دنيئة.

 

ساحة السياسة هي أيضا تسللوا إليها، في ليل بهيم كخفافيش الظلام، كما تسللوا إلى ساحات الثقافة والصحافة والرياضة وغيرها، الصورة قاتمة لا توحي بأن الأمور بخير مستقبلا.

 

ومادام أن الرداءة والتفاهة لها أصحابها يحمونها ويظللونها بظلهم، حيث لا ظل لهم إلا خبثهم وفخاخهم الهشة، فإن شكل الخطورة يتضاعف والمرض الخبيث يستفحل على خارطتنا ومؤسساتنا.

 

هل وجود هؤلاء الدخلاء التافهين، يعني أن هناك إفلاسا في ايجاد نخبة تتحمل مسؤولياتها كاملة؟

 

النفعيون يعطون لمآربهم عناوين عديدة، وتحت يافطات مصبوغة بالأسود القاتم يزرعون التقاعس ويجعلون منه خارطة طريق وحجة لهم على الجادين، ورغم وجود عيون ترصد وضع هؤلاء الدخلاء وتكشفهم للعالم،إلا أن حججهم تصبح قوية ولو تغذو كل أعمال الجادين غير كافية ويعلوها جدال كبير. وبالتالي، فإن مشاهدهم وصورهم وكلامهم وأعمالهم وتصوراتهم لا جدوى منها في ظل تقدم الدخلاء والتافهين والقبض على زمام الأمور في أيديهم.

 

الدخلاء والتافهين يتميزون بعلامات معروفة، أولا، يكونون ضعفاء في الذكاء ويفتقدون المعلومات،مفلسون في الرصيد المعرفي، غير موهوبين، حججهم واهية.

 

ثانيا، سذج، متملقون، يحابون من لهم فيه المعنى، ويغيرون ألوانهم كالحرباء بين دقيقة وأخرى، ويحتمون بكل من عاش وأصبح…

 

إذا كانت أضرار الدخلاء والتفاهين تتفاقم وتحاكي الجادين، تعد مصيبة لدى العديد من المهتمين والمتضررين، فالمصيبة أعظم، حينما تلامس هذا الصمت المريب وغير المستوعب من الذين وضعوهم في طريقنا وفي مجالنا عنوة أو عن قصد أو أسقطوهم سهوا في ساحاتنا، فتصدعت صفحاتنا ومعها أفكارنا، ولا نستطيع مجاراة الدخلاء والتافهين في مسعاهم الرديء لأننا ولدنا أنقياء وأحرارا حتى في خطواتنا، لا يعلوها زيف أو صراع ولا تبالي للفخاخ والمكائد.

 

أكيد أن هذه البلاد أنجبت غيرهم، وأن هذه البلاد ليست مصابة بالعقم، حتى يكون لهؤلاء الدخلاء والتافهين منبت في كل الزوايا مسيطرون، فالخطأ أن نبقي النتائج فارهة الثغر وليس هناك من يحاسب أو يعيد البناء من جديد، ومسؤولية المثقفين حقيقية ها هنا وساحة الغذ تشجعنا أن نقف من جديد فإلى حدود الآن الخسائر قليلة.

يمكنك ايضا ان تقرأ

مشروع القطار السريع بين مراكش وأكادير: خطوة جديدة عبر دراسة التربة بجنان أبريكة

نورالدين بازين شهدت منطقة سيدي غانم بمراكش، صباح