عدم الرضا، تأنيب الضمير، لوم الذات، القلق و “التحسّف”، مشاعر تجتاحنا إن قضينا وقتًا أكثر من اللازم على أجهزتنا دون هدف. حتى التواصل الشخصي الاجتماعي، بات صعبًا ومرهقًا، بسبب التشتت الذهني، وضعف القدرة على الإحساس باللحظة، والتركيز أثناء تواجدهم الحقيقي مع الآخرين، نتاج جهاز إلكتروني واحد، سرق منك الكثير.. وهُنا تدرك، أنك فقدت نفسك قبل أن يفقدك الآخرون.
غير الطبيعي، صار طبيعي
متى رفعت هاتفك آخر مرة حتى تتأكد ما إن وصلتك إشعارات جديدة، مع أنك للتوّ أغلقته! أو تنتابك حالة من الهلع والقلق، حين تفقده ولا تتذكر مكانه، أو عندما تُغلق التطبيقات بعد استنفاذ جميع مميزاتها، تُعيد فتحها دون تفكير. كلها حالات من الناحية العقلانية، غير طبيعية، ولكن الآن تراها أحداث يومية في حياتك أو حياة من حولك، صَدق من قال إنه مرض العصر، والمُجرم الأكبر، والسارق الأعظم، في حياتنا هذه.
بالأرقام:
- تشير دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث Pew Research Center، في العام ٢٠٢١ إلى أن ٣١٪ من البالغين في الولايات المتحدة يتصلون بالإنترنت باستمرار، وهذا يُعد ارتفاعًا من ٢١٪ في عام ٢٠١٥، غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٢٩ عامًا.
- أظهرت مراجعة حديثة لـ ٨٢ دراسة أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يتزايد مع مرور الوقت، مما يشير إلى تفاقم المشكلة.
كيف نصل لمنطقة التوازن الصحية؟
تذكّر، أنت هُنا لا لتعيش في عالم افتراضي، بل في العالم الحقيقي، حيث العلاقات الإنسانية، والتفاعلات الاجتماعية، التي تضفي القيمة الحقيقية على حياتنا.
١/ حدد الأهداف والأولويات، تطبيق Forest قد يساعدك لتحقيق أهدافك والحفاظ على تركيزك. ٢/ حدد وقتا محددًا وضع حدودًا وقواعد للاستخدام. ٣/ خصص وقتًا ذا جودة عالية، للعائلة ثم الأصدقاء. ٤/ جدول إجازة شهرية من الهاتف، وخصوصًا تطبيقات التواصل الاجتماعي. ٥/ امنح نفسك وقتًا خاصًا للأنشطة التي تحبها أو المهارات التي ترغب بتطويرها. ٦/ حاول أن تعزز من مهارة اليقظة الذهنية، أن تكون حاضرًا باللحظة، وتستمتع بها دون تشتت.
الصورة الكبرى:
لا ننكر أن للهواتف ميزات إيجابية عِدّة، تمكننا من قراءة الأخبار المحلية والعالمية عن طريق النشرات البريدية على سبيل المثال، وتمنحنا فرصة تعلّم اللغات، وحضور الدورات، واكتساب الخبرات، ولكن توقف لبرهة واسأل نفسك، هل تشعر بالرضا بالوقت الذي تقضيه على هاتفك؟ وهل الوقت الذي تقضيه ذو جودة، أم أنك تقضيه في التصفح العشوائي “المضيعة للوقت”؟ لا تنسّ الموازنة بين حياتك الفعلية، والرقمية.