كلامكم/ د عبد الجليل الٱزدي
هذا كتاب جدير بالقراءة في سياق الفساد البنيوي الذي تعيشه البلاد، والذي يستطيل من الحقل السياسي آلى الحقل الرياضي مبتسما جميع حقول ومستويات البنية المجتمعية.
وهذا الكتاب حديث الصدور (2022) وهو علاوة على ذلك صغير الحجم (128 صفحة) عظيم القيمة في الآن نفسه؛ إذ يتعاطى مع ممارسة اجتماعية راهنة وشديدة الانتشار، تشغل بال المواطن بقدر ما أخذت تشغل مؤخرا الدارسين من رجالات القانون والاقتصاد وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا.
ومجمل الإجابات النظرية والأمبريقية التي تقترحها هذه المجالات المعرفية تلقي سيلا من الإضاءات على ظاهرة الفساد التي يوليها المواطن اهتماما متزايدا عبر البحث عن المعلومات الموثوقة التي قد تساعد في استيعاب الأسئلة الإشكالية التي تطرحها هذه الممارسة الاجتماعية التي “ظهرت [عندنا] في البر والبحر” وتفشت في جميع مؤسسات الدولة وكافة مناحي الحياة.
وقد نقتصد القول لنقول إن إشكالية الفساد تفرز مجالا استفهاميا عريضا قد نصوغ بعض أسئلته على النحو الآتي: ما آثار هذا التبادل غير العادل بين فاعلين خواص أو عموميين؟ هل في الإمكان تحديد الأسباب المجتمعية والثقافية أو المؤسسية التي تحدد الفساد وتنتجه؟ ما الامتيازات التي يسعى إليها الفاسدون- المفسدون؟ كيف يتفاعل الشارع العام مع قضايا الفساد الني يتم تداولها إعلاميا وعبر وسائط الاجتماعي والجماهيري؟ ما الأدوات التي تستعمل لمحاربة كافة أشكال الفساد على الصعيدين الوطني والدولي؟…
ولا ريب أن مثل هذه الأسئلة يومئ إلى ما يوائم أن ينشغل به السوسيولوجيون والباحثون في السوسيولوجيا بكافة الجامعات الوطنية…
