نورالدين بازين
لعلكم جميعا تتذكرون تلك “الابتسامة” العريضة التي كشفت عنها رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة في يوليوز الماضي من السنة الجارية، وبجانبها بدا الأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي مصدوما، حين أثار عضو المجلس الوطني لحزب البام ، ما يروج في وسائل الإعلام حول تعيين فوزي لقجع كأمين عام لحزب البام في الولاية المقبلة.
ومباشرة بعد ذكر إسم لقجع كأمين عام للحزب، ردت فاطمة الزهراء المنصوري ب” ابتسامة” عريضة تفاعل معها جميع الحاضرين لدورة المجلس الوطني للحزب.
وبعد مرور قرابة خمسة أشهر، وبالضبط يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الرباط، في ندوة صحفية نظمت على هامش لقاء اللجنة التحضيرية لفعاليات المؤتمر الوطني الخامس للحزب، دافع رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة سمير كودار، عن الوزير المكلف بالميزانية فوزي لقجع، معلقا على ما قيل أنها تصريحات لقجع حول فرض “رسوم على التلاميذ”. قال سمير كودار، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إن “فوزي لقجع الوزير المكلف بالميزانية كبير عن أي مزايدات والعقلاء مثله منزهون عن العبث”.
وأضاف كودار، أن ” لا أظن ولا أعتقد أن يربط الوزير فوزي لقجع رفع أجور الأساتذة بفرض رسوم على التلاميذ وهو كبير عن هذه المزايدات وهذا المستوى”.
ما بين “ابتسامة” فاطمة الزهراء المنصوري و”دهشة” عبد اللطيف وهبي ردا على سؤال عضو المجلس الوطني للحزب، ودفاع سمير كودار عن فوزي لقجع في الندوة الصحفية، يبدو أن اتجاه انتخاب لقجع أمينا لحزب التراكتور سائر في طريقه نحو تحقيق هذا الهدف، وأن من سيقود “تراكتور” المرحلة المقبلة، هو هذا الرجل، الذي أظهر أنه لاعب ماهر في رقعة السياسة وشغل المناصب المهمة.
كما أن هذه الاشارات يجب التقاطها بسرعة، لمعرفة أن العمر السياسي لعبد اللطيف وهبي، خصوصا بمنصب الأمانة العامة، قد انتهى، وهي مسألة وقت فقط وسيتم الحسم فيها في شهر فبراير المقبل بالمؤتمر القادم.
جواب أيضا لسمير كودار في نفس الندوة الصحفية بالرباط، يعد إشارة قوية، وهي الاشارة التي أبقت عبد اللطيف وهبي معلقا بين الأمانة العامة للحزب ووزارة العدل ( ما قتلني ما حياني)، إشارة أن وهبي قد انتهى كأمين عام لحزب البام، وقد أذكى ذلك خرجات وهبي الاعلامية غير المحسوبة، والتي تؤلب الرأي العام الوطني على الحزب ولا تخدم توجهاته السياسية والانتخابية المقبلة، خصوصا دخوله في اصطدام مع المحامين و خرجته الأخيرة حول إضراب الاساتذة والتي حاول كودار في الندوة الصحفية أن يتدراكها ويصلح ما يمكن إصلاحه. وهي خرجات إعلامية أضرت بالحزب أكثر ولا يمكن الاستمرار فيها.
مصادر موثوقة، تؤكد أن أسماء وازنة لحزب الأصالة والمعاصرة أجمعت على دعم فوزي لقجع للترشح لمنصب الأمانة العامة لحزب ” الجرار ” . ويأتي هذا الإختيار في ظل الإنتقادات القوية التي أصبح وهبي المسؤول الأول عن نفس الحزب عرضة لها، وإن هذا التوجه لن يشكل لفوزي لقجع أية متاعب.