حمى المهرجانات والمواسم .

حمى المهرجانات والمواسم .

- ‎فيرأي, في الواجهة
545
التعليقات على حمى المهرجانات والمواسم . مغلقة

بقلم: ادريس المغلشي

 

تكثر المهرجانات والمواسم في فصل الصيف بمختلف ألوانها و طقوسها ومرجعياتها بالمدن والقرى على حد سواء .وإذا كنا نتفهم دواعيها من خلال تشجيع السياحة الداخلية والتعريف بالمناطق الجديرة بالوقوف على مقدراتها وامكاناتها.فقد شكلت المواسم على مر التاريخ محطة مهمة من حيث بعدها الديني ومراميها الاقتصادية وفرص لصلة الرحم بين القبائل . وتعرف مستوى عالي من التدبير احتفالا بمحاصيل متميزة حققت مؤشرات غير مسبوقة، بعد سنة من الجد والعمل والمثابرة .

الملاحظ أننا اصبحنا لانفرق بين المواسم والمهرجانات بل هذه الأخيرة تكاثرت وتناسلت بشكل ملفت حتى غطت على كل الأنشطة الأخرى .ولم تعد المواسم قادرة على المنافسة ولاالبقاء.لم تعد بعدماأصبحت بيداحترفت السياسة وسخرتها لأغراض غير بريئة، تشتم منها رائحة سوء تدبير والتناقض الصارخ، والغريب ان تكثرفي زمن قلت فيه المواردوهزل فيه المحصول ،رؤساء جماعات يركبون سيارات فارهة في دواوير مهمشة.لا مستشفيات تحترم آدمية الانسان و لا طريق معبدة توصل المرضى ولامشاريع تنموية تخدم المنطقة ،لقد اصبحت تلك المناطق احتياطا انتخابيا لوصول البعض لمناصب المسؤولية وقد عمر فيها لعقود من الزمن بل منهم من اوصل باقي افراد اسرته لمقاليد التسيير بالوراثة .فلا مؤهلات ولامستوى دراسي .المستفز كذلك ان تجد بناية الجماعة على ناصية الطريق بواجهة انيقة محفوفة بأشجار وحدائق بينما ساكنة الدواوير المجاورة لها تموت عطشا.المفروض ان تعكس صورة الجماعة الواقع المحيط بها وان يلقى هذا الأخير نفس العناية وذلك من خلال المحافظة على الموارد المالية لاتكريس الفوارق وتعميق الجراح . الأولويات لدينا غير مرتبة بشكل يلبي حاجيات الساكنة وبالتالي تعتبر المهرجانات والمواسم مسكنات لحظية لمعاناة طويلة مع الفقر والتهميش وغياب ضروريات المعيش اليومي من خدمات صحية في المستوى تليق بالمواطن المغربي ،ومؤسسات تعليميةذات جودة ،ونقل مدرسي حاضر بقوة من اجل محاربة الهدر المدرسي مع تشجيع المبادرات المحلية المذرة للدخل والمشجعة للاقتصاد المحلي.تلكم اهم الأولويات الواجب توفرها قبل حفل تنفق فيه الموارد المالية بسخاء وبلاحسيب ولارقيب ،في ايام معدودات من ميزانية الأولى بها مشاكل المنطقة التي لاتنتهي .
كل الصور المتداولة حول المواسم اغلبها يخفي واقعا مأزوما ولايعكس الرفاه الذي نعاين من خلال مايقدم للمجموعات الغنائية وفرق التبوريدة ومنشطي الحفلات وغيرها من التبعات التي تكلف خزينة الجماعة .الخيام الممتدة على مرأى العين والخدم توزع اطباق مالذ وطاب يصعب معه حصر العدد و بمبالغ مالية فلكية، الكل يتنافس بشراسة من اجل الظهور بمنظر لائق في مجال لايتطلب ذالك.نحتاج للتنافس في المشاريع التي تؤهل المناطق المهمشة وترفع من وتيرة التسيير للحاق بالمناطق المتقدمة وهنا ينبغي ان يكون التنافس .
التقاطب السياسي والتوظيف الغير بريء الذي اصبح معسكرا لتجديد الولاء لبعض القيادات الفاسدة التي راكمت اموالا طائلة نتيجة سوء التدبير والصراعات المجانية التي لاتجني منها المناطق المهمشة اية فائدة بل البعض منها يؤدي ضريبة تلك الصراعات ولسنوات . دون ان تتحرر من قبضة العبث والارتجال .الحقيقة ان ماتعيشه هذه المناطق يصدق عليها المثل الدارج ” آش خصك العريان …”
ذ .ادريس المغلشي .

يمكنك ايضا ان تقرأ

بتعليمات سامية من الملك: ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء

كلامكم بتوجيهات سامية من الملك محمد السادس، استقبل