على اثر اضرام الفنان أحمد جواد النار في نفسه .. الآزدي يكتب: واحر قلباه…!؟

على اثر اضرام الفنان أحمد جواد النار في نفسه .. الآزدي يكتب: واحر قلباه…!؟

- ‎فيرأي, فن و ثقافة, في الواجهة
1464
6

 

ما الذي قد يدفع فنانا مسرحيا ومبدعا ألمعيا إلى إحراق نفسه في سياق اليوم العلمي للمسرح، داخل مبنى وزارة تزعم أنها حاضنة الثقافة والفنون جميعا؟ ومن المسؤول عن بلوغ المواطن، الفنان وغير الفنان، إلى هذه الدرجة القصوى من اليأس والإحباط لدرجة إضرام النار في الذات، والذي يعني في المحصلة النهائية بلوغ الدرجة الصفر في العلاقة مع المجتمع والعالم والوطن؟

تلكم حالة الفنان أحمد جواد الذي يشتغل في مضمار المسرح والفن الدرامي، إذ أقدم صباح هذا اليوم داخل مبنى وزارة الثقافة على إضرام النار في جسده النحيل جدا والمحترق أصلا من فرط المعاناة والإحساس الممض بالعبث الذي يرقى، داخل وزارة الثقافة وداخل غيرها من الوزارات إلى حدود إهدار كرامة الإنسان، وحتى حدود الفجيعة المفجعة.

الفنان أحمد جواد فنان أصيل. فنان في كل شيء. فنان في مشيته وبسمته. فنان في حديثه الذي يبدو حادا أحيانا. فنان في حركاته وسكناته وفي كتاباته التي لا تمتنع ولا تنقطع. فنان في ملبسه الذي وإن بدا متهالكا ترصعه دوما ربطة عنق محكمة العقد حول رقبة تحمل بالكاد رأسا كبيرة فوق قلب أكبر وأشد فساحة… قلب كبير يحمل جميع ما نعرف وما لا نعرف من قيم النبل الإنساني، ورأس كبير لا بحجمه، وإنما بسعة واتساع حجم ما يحمله من نصوص وأفكار وتمثلات ومشاريع فنية وتصورات ثقافية ومشاعر إبداعية طموحة النبيلة في الآن نفسه؛ تستلهم روائع الفن الدرامي العالمي قديمه وحديثه…

وحين اعتبار هذا القليل الذي ذكرته عن صديق أعزه كثيرا وأقدره عاليا وعميقا، ينهض السؤال من غفوته كي يأخذ وضعه الصحيح والمستقيم؛ إذ لن يعود السؤال كما في صيغة البداية: لماذا أقدم الفنان أحمد جواد على إضرام النار في جسده؟ بل سيأخذ القوام التالي: من أضرم النار وظل يضرمها في جسد هذا الفنان الأصيل؟

ذلكم سؤال إشكالي يتهم وضعا إشكاليا منحطا ومتدهورا، لا عل على الصعيد الثقافي والفني، بل على كافة مستويات التشكيلة الاجتماعية القائمة التي يشكل بعض الفنانين جزءا منها، ويعمل آخرون على تملقها كي تبقيهم ضمن حدود إملاقهم الذي يحط كرامة الإنسان في أدنى عتبات الحضيض…
أخي وصديقي الفنان أحمد جواد
حتى ولو أحرقوك وأضرموا النار في جسدك
سنوات مديدة وأعواما عديدة
لا بد أنك ستعود
ولابد أنك لن تركع
ولابد أنك لن تتملق
ولن تصالح…
فلا تصالح…
أكيد أنك لا ولن تصالح…؛ إذ ليس عبثا مجانيا أن هذه العبارات كانت تتواتر على لسانك، صباح مساء، في مهرجان زرهون وفي رحاب قصبة بني عمار، وفي المقهى الخلفي لمسرح محمد الخامس بالرباط… وفي تلك الهوامش المنسية بمدينة سلا… هوامش حي سيدي موسى المحاذي للبحر المحيط…

المتشرد الحكيم عبد الجليل بن محمد الأزدي
الإثنين 27 مارس 2023.

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش في راس الوالي شوراق.. طابق زجاجي يطمس هوية مسجد ابْنِ صَلَاحٍ الذي شيد في القرن 14

تعليق/ محمد خالد عدسة / ف. الطرومبتي يعد