لندن وباريس أيهما صاحبة السبق
قبل اختراع السيارات، كانت العربات التي تجرها الخيول هي سيارات تاكسي ذلك العصر، ففي عام 1640، في باريس، عرض نيكولا سوفيج عربات تجرها الخيول يقودها سائقو تأجير، وفي عام 1635 تم سن قانون النقل “هاكني” في إنكلترا، ليكون أول تشريع ينظم عملية تأجير سيارات الأجرة في العالم.
وفِي عام 1897 بلندن، أصبحت سيارة Daimler Victoria أول سيارة أجرة تعمل بالبنزين في العالم، وفي نفس العام في مدينة نيويورك، بدأت شركة صموئيل للنقل، وأطلقت 12 سيارة أجرة، ليبدأ بذلك عصر سيارات الأجرة بالصورة التي نعرفها الآن.
سيارة Daimler Victoria أول سيارة أجرة تعمل بالبنزين في العالم
أصل كلمة تاكسي Taxi
أخذت سيارات التاكسي اسمها من كلمة “عداد التاكسي“، وعداد التاكسي أوTaximeter هو الأداة التي تقيس المسافات، أو الوقت الذي تقطعه سيارة الأجرة أثناء رحلة التوصيل، ويقوم العداد بتحديد الأجرة، تم اختراع عداد التاكسي من قبل المخترع الألماني فيلهلم برون في 1891.
وتاكسي هي كلمة مشتقة من الألمانية تاكسانوم “Taxanom“، وتعني التكلفة أو القيمة المستحقة، وتم تجهيز سيارات الأجرة بالعداد لأول مرة في باريس عام 1898.
لماذا تكون غالباً صفراء؟ ليس مجرد صدفة
هل تساءلت يوماً لماذا تكون سيارات الأجرة “التاكسي” صفراء؟
بالطبع ليست كل سيارات الأجرة صفراء، سيارات الأجرة في لندن سوداء، وفي القاهرة بيضاء، ومن قبل كانت أبيض وأسود، ولكن اللون المميز والكلاسيكي لسيارات الأجرة هو الأصفر.
وأشهر مدن العالم التي تستخدم اللون الأصفر لسيارات الأجرة بها هي مدينة نيويورك الأميركية، نعم سيارات الأجرة صفراء في نيويورك بسبب اللوائح التي سُنت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرين، ولكن استخدام اللون الأصفر كلون مميز لسيارات الأجرة كان قبل ذلك التاريخ بفترة طويلة.
في عام 1915 قرَّر رجل الأعمال ورائد صناعة النقل والشحن الأميركي جون هرتز افتتاح شركة سيارات أجرة في مدينة شيكاغو، أراد جون هرتز أن يوحّد لون أسطول سياراته ويستخدم لوناً مميزاً، فقد كان اللون الأحمر والأخضر اللونين الأكثر شيوعاً لسيارات الأجرة، أراد هرتز أن يستخدم لوناً مميزاً، يمكن أن يراه الناس من مسافات بعيدة؛ فكلف إحدى الجامعات المحلية لعمل دراسة من أجل الوصول إلى أفضل لون للسيارة، وجدت الدراسة أن اللون الأصفر المائل للحمرة الخفيفة هو أفضل لون يمكن تمييزه من بعيد، وقادر على جذب الانتباه، وبعد ذلك استخدمت كثير من شركات سيارات الأجرة على مستوى العالم هذا اللون.
للنساء فقط.. من هنا بدأت هذه الخدمة
في عام 2005، انطلقت في لندن بالمملكة المتحدة خدمة “تاكسي النساء” أو women taxi، وجاءت تلك الخدمة لتكون نسائية تماماً، قائد السيارة والركاب من النساء فقط، مما يوفر فرصة عمل للنساء، بالإضافة إلى النقل الآمن للنساء.
والفكرة وراء تلك الخدمة أن صناعة النقل صناعة ذكورية مائة بالمائة، وذلك يشكل تهديداً لسلامة المرأة في كثير من البلدان. ومن أجل منع العنف ضد المرأة، أنشئت برامج في جميع أنحاء العالم، تكون فيها المرأة هي السائق والراكب في خدمة سيارات الأجرة.
ومن لندن، إلى طهران، ثم الهند، فلبنان ودول أخرى انطلقت تلك الخدمة في أكثر من عشر دول حول العالم، لتوفر نقلاً آمناً للنساء، وخدمة جديدة تُضاف لعالم سيارات الأجرة حول العالم.
“أوبر” تبدأ بأمسية باريسية ثلجية والتطبيق في مكان آخر
يصبح الحصول على سيارة أجرة في أحد المدن المزدحمة مثل نيويورك أو لندن أو طوكيو أو القاهرة أمراً صعباً، وقد يصبح مستحيلاً في ساعات الذروة، ولكن التكنولوجيا والهواتف الذكية تجعل من المستحيل ممكناً.
ساعدت التكنولوجيا على تغيير الصورة النمطية لسيارة الأجرة، وعملت على جعل الحصول عليها أسهل، ومع انتشار تطبيقات التاكسي على الهواتف النقالة، مثل أوبر وكريم وغيرهما، أصبح الحصول على سيارة أجرة لا يتطلب أكثر من مجرد نقرة على شاشة هاتفك الذكي.
بدأت فكرة أوبر -أول تطبيقات تأجير السيارات- في أمسية ثلجية في باريس عام 2008، حين واجه كل من ترافيس كالينك وغاريت كامب مشكلةً في الحصول على سيارة أجرة تُقلّهم إلى وجهتهم، ولم يكن أمامهم سوى استخدام سيارات الليموزين المكلفة، فكَّر كامب في طريقة تُمكِّنه من الحصول على سيارة أجرة بمجرد الضغط على زر.
وفي عام 2009 تعاون كلٌّ من كامب وكالينك في إنشاء شركة أوبر، لتنطلق في 2010 في نيويورك باستخدام ثلاث سيارات فقط، ومنذ انطلاقها إلى الآن أحدثت أوبر ثورةً في عالم سيارات التاكسي، واستطاعت الانتشار في أكثر من 632 مدينة على مستوى العالم، ونتيجة لنجاح أوبر انطلقت شركات أخرى عملت على تقديم تطبيقات مشابهة، مما يجعل حصول العميل على سيارة أجرة أمراً في غاية السهولة.