دار البريهي: من يصنع حموضة البرامج ؟

دار البريهي: من يصنع حموضة البرامج ؟

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
544
التعليقات على دار البريهي: من يصنع حموضة البرامج ؟ مغلقة

بقلم : هبة الطاهري 

في كل رمضان ترتفع أصوات المنتقدين لمختلف الأعمال الرمضانية التي تقدمها القنوات الوطنية، حيث نسمع دائما مصطلح ( الحموضة )  كصفة لصيقة بالأعمال الرمضانية، ورغم المجهودات التي تبدلها شركات الانتاج والتطور النوعي للموضوعات إلا أن الرفض الشعبي يبقى السمة المعبرة عن خيبة أمال المشاهدين المغاربة.
هل يكمن الخلل في المحتوى أم في الانتاج أم في الاخراج أم في انماط الكتابة وزوايا الرؤية؟

الحقيقة أن الأعمال الرمضانية التي يتم انتقاؤها وفق دفتر تحملات سنوي يتم انتقاؤها من خلال لجنة انتقاء البرامج تتكون من أعضاء خارجيين لديهم المام بالمجال، وعناصر داخلية من موظفي التلفزة المغربية SNRT ، وغالبا ما يتم توجيه النقد لإدارة وتحميلها مسؤولية فشل البرمجة الرمضانية.

سنلاحظ بأن الانتقادات تنصب دائما على الفترة الرمضانية ربما لأن هذه هي الفترة التي تبث فيها الأعمال الجديدة، فطلبات العروض التي يتم الاعلان عنها تخص برامج رمضان وفق شبكة من البرامج المحددة والعدد المطلوب، وحسب المعلومات التي توصلت بها فإن عدد الشركات والنصوص التي يتم تقديمها تتجاوز عادة ما هو مطلوب، وهنا يبرز الدور الجوهري لجنة القراءة و الانتقاء وهي المسؤولة عن اختيار البرامج وما يترتب عن ذلك من جودة أو رداءة.

والواقع أن اللجنة الحالية قد أصبحت شبه خالدة بسبب تواجد أعضاء تجاوزت مدة انتدابهم أكثر من عشر سنوات، ولم يتم تغييرهم كما هو عليه الحال في المركز السينمائي المغربي. ما الذي يعنيه ذلك ؟

لا بد من القول بأن بقاء لجنة كل هده المدة أو على الأقل بقاء أفراد في لجنة لأكثر من عشر سنوات أمر يثير العديد من التساؤلات حول المردودية، خاصة وأن التغيير الذي من المفترض أن يشمل جميع أعضاء اللجنة، هو نفس المبدأ الذي يطبق في المناصب الكبرى حيث لا يبقى الموظف في مكانه أكثر من أربع سنوات لتفادي تأثير العلاقات الشخصية على عمله، لأن خلود أي موظف في مكانه سيؤثر بالضرورية على مردوديته، ويضرب جوهر فكرة التناوب وضخ الدماء الجديدة وتنويع الرؤى من أجل تطوير القطاع السمعي البصري. وغياب هذا التعيير الجدري يؤدي بالضرورة إلى تكريس نمط علاقات معينة تتحكم فيها الروابط الشخصية مما يعطل التطور المنشود.

إذن ها هو رمضان على الأبواب وسوف نرى مرة أخرى انتقادات شديدة لرداءة الأعمال الرمضانية في القنوات الوطنية، ولكن هذه المرة أتمنى أن تنصب الانتقادات على لحنة القراءة و الانتقاء باعتبارها المسؤولة المباشرة عن الاختيارات التي يتم تقديمها في رمضان

يمكنك ايضا ان تقرأ

يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية

نورالدين بازين تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية