احمد طويل : اشتوكة آيت باها
ما فتئ وضع المسرح يطرح أسئلة حيوية بشأن أفقه في لحظتنا الثقافية المغربية الراهنة، فالمسرح اليوم، الشبابي خصوصاً، تحول لموضوع تفكير بدافع الخوف على مصيره. هذا القلق المربك، بالرغم من أنه مشترك بين الفرق المسرحية الوطنية والمؤسسات الوصية على القطاع وعلى الإرادة السياسية الثقافية المعنية بفن المسرح وبين الفعاليات الثقافية الشبابية، إلا أن الاستشراف لغد أفضل للمسرح دون انخراط عملي لإغاثة المسرح لا يعدو مع الأسف الشديد أن يكون إلا تفاؤل هش وفح، فالتفاؤل استحقاق تبنيه وتؤسسه إرادة عملية وميدانية تتكئ على مرجعية ومقاومة فكرية، وليس محض رغبة كسولة لا تفعل شيئاً غير التعبير عن القلق لما آل إليه أبو الفنون.
الممارسة الجمعوية الثقافية من داخل جمعية أجيال وثقافة للتربية والتنشيط، لا تكتفي بتحويل المسرح إلى موضوع تفكير ومساءلة وقلق على أفقه القريب والبعيد فقط، بل تتوج هذا التحويل إلى ممارسة ميدانية تقدم من خلاله رؤيتها لما يجب أن يكون عليه المسرح، وتقترح على الذائقة الفنية والوعي الثقافي المغربي مقترحتها العمليا للموقع الاعتباري الذي يستحقه المسرح ويليق به.
في ضوء هذا السياق النقدي والعملي، تعتزم جمعية أجيال وثقافة للتربية والتنشيط تنظيم ” أيام أجيال المسرحية” وذلك ايام 20-21-22 يناير 2023 في المركب الثقافي الرايس سعيد أشتوك، بمدينة بيوكرى اقليم اشتوكة أيت باها التزاماً منها بالمسار التثقيفي والتنويري الذي انخرطت فيه منذ سنوات بهمةٍ، وبتفان وبإصرار لتفعيل دور وصلاحية الدينامية الشبابية لتأهيل المسرح وعصرنته، وإعادة بعثه، ليندمج، كما كان وسيزال في التفاصيل اليومية لاهتمامات شباب الوطن.
هذه الأيام ستستضيف عروض متنوعة كما انها ستقوم بتنشيط الساحات العمومية بالمدينة ،
كما ان الجمعية ستقوم بتكريم مجموعة من الوجوه الفنية التي بصمت على مسار فني مهم بالمنطقة واهم هذه الوجوه الفنانة المقتدرة السعدية ابعقيل و المسرحي الكبير فارس سرور بالإضافة الى المخرج والكاتب و السيناريست عباس فراق.
كما ان الجمعية ستقوم بأنشطة موازية في اطار فعاليات هذه الأيام المسرحية، وتدعو كل الفعاليات الفنية المهتمة بالمسرح والثقافة الانخراط الشامل لانجاح التظاهرة الكبيرة بالاقليم.
