المؤتمر 16 لجمعية ” أميج ” يناقش تداعيات الأزمة الثقافية وتراجع العمل التطوعي بالمغرب    

المؤتمر 16 لجمعية ” أميج ” يناقش تداعيات الأزمة الثقافية وتراجع العمل التطوعي بالمغرب    

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
842
التعليقات على المؤتمر 16 لجمعية ” أميج ” يناقش تداعيات الأزمة الثقافية وتراجع العمل التطوعي بالمغرب     مغلقة

خاص / كلامكم

توفقت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ” أميج ” وهي تعقد مؤتمرها الوطني المقبل 16  تحت شعار ” من أجل إقرار سياسات عمومية مندمجة تعنى بقضايا الطفولة والشباب والمرأة ” أيام 18/19/20 نونبر 2022 بمجمع مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيقة بفتح نقاش واسع حول أزمة المشهد الثقافي وتراجع مفهوم العمل التطوعي، وظهور أنماط جديدة في التعاطي مع المسالة الثقافية وتلقي التمويل الخارجي للمشاريع الاجتماعية في إطار العمل التطوعي، وهو ما يطرحه مشروع الورقة الثقافية للجمعية خلال المؤتمر الوطني المقبل.    

مشروع الورقة الثقافية انطلق من أهمية أدبيات الجمعية بالمشهد الثقافي خصوصا ورقة المؤتمر (10) و(14) التي أكدت على ترسيخ هوية الجمعية المرتكزة على قيم التقدمية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي مبادئ وقيم ثابتة أفرزتها قناعات مؤسسي الجمعية، وحمل لواءها الأجيال المتعاقبة دون تشكيك أو خذلان، مشيرة إلى تغير الظروف والسياقات والشعارات وأيضا الوسائل، لكن المبادئ والقيم تمتاز بالثبات لأنها أساس أي فعل ثقافي وبوصلته التي تؤطره وتوجهه، كما أنها المقياس الذي توظفه لقياس جدية وأهمية وجودة الأعمال والإنتاجات الثقافية يستدعي قبولها أو رفضها، باعتبارها تنسجم أو تتعارض مع منظومتنا الثقافية.

الورقة الثقافية أشارت لدواعي صياغتها، والتي تجلى في الاتفاق على إستراتيجية للعمل الثقافي بما يخدم الهوية الثقافية للمجتمع المغربي، وطموح الشباب التواق للتغيير والإبداع عبر تفجير طاقاته والتعبير عن رغباته، وضرورة رسم الخطط وصياغة البرامج للارتقاء بالعمل الثقافي من وضعه الاستهلاكي إلى عمل ترافعي حول القضايا الثقافية للطفولة والشباب والمجتمع، مع تحديد الأهداف وغايات عمل الجمعية الثقافي التي لا تتعارض مع قيمها ومبادئها، والتفكير في الصيغ والوسائل الممكنة في تطوير الأداء والعمل الثقافي بالجمعية، وإبراز الفرص المتاحة المساعدة على تطوير العمل الثقافي وتوقع الإكراهات المحبطة والمعرقلة وتحديد سبل تخطيها، والتفكير في إنشاء آليات للرصد والتتبع والتقييم لجميع البرامج والأعمال الثقافية المحلية والجهوية والوطنية بالجمعية.

الأسئلة المقلقة في الممارسة الثقافية للفاعل الجمعوي وضعت تجربة الجمعية الحالية في المشهد الثقافي تحت مجهر النقد الذاتي، والتي أكدت تراجعها في الفعل الثقافي رغم توفرها على رأسمال ثقافي غني، يتمثل في تراكم تجاربها الثقافية خلال فترة تجاوزت ستة عقود إضافة للإمكانات المادية المتواضعة والبشرية المتوفرة للجمعية، وهو ما يؤكد مشروعية طرح مجموعة أسئلة للورقة الثقافية وهي :

ــ ما الأخطاء التي ارتكبناها حتى عرفنا تراجعا ونكوصا في عملنا الثقافي التقدمي، لنترك المجال للمشاريع الثقافية الرجعية تهيمن على الساحة الثقافية؟

ــ كيف نسترجع المبادرة؟ وكيف السبيل الآن لإعادة محرك الإنتاج للدوران من جديد؟

ــ هل باستطاعتنا مواكبة التحولات التي عرفها المشهد الثقافي؟

ــ ما هي الاتجاهات الثقافية الجديدة التي تستهوي الشباب المنفلت من الرقابة؟

ــ أي مساهمة للجمعية مركزيا وجهويا ومحليا لترسيخ ممارسة ثقافية تقدمية؟ وأي دور لعضو الجمعية فيها؟

ــ ما هي الآليات والوسائل الممكنة لإنتاج ممارسة ثقافية متجددة ومنفتحة ومتفاعلة مع المجتمع؟

وحددت الورقة الثقافية للجمعية المرتكزات والمبادئ للممارسة الثقافية على إثارة القضايا الإنسانية والفكرية والثقافية المركزية التي تطغى على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية لترسيخ وعي مشترك حول القضايا المصيرية للوطن، كما الوحدة الترابية وقضايا التنمية بمختلف تشعباتها، وبناء وعي قومي يتجلى عبر حضور القضايا العربية المقلقة ومن بينها القضية الفلسطينية، والتأكيد التفاعل الإيجابي مع القضايا الإقليمية كمشكل الهجرة وتداعياته، وإبراز انخراط الجمعية في جميع القضايا الإنسانية والكونية عبر التعبير عن مواقفها إزاء قضايا حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق النساء والأطفال بصفة خاصة.

هذه المرتكزات التي تتأسس على قيم ومبادئ حسمت الجمعية في الإيمان بها منذ تأسيسها إلى اليوم، وما يجعلها تتعاطى بشكل تلقائي عبر القيم والمبادئ وهي :

ــ التقدمية: وهو القطع مع كل الممارسات الرجعية، التي لا تستحضر كرامة الإنسان ولا ترد الاعتبار للذات، وتطمس الوعي الفردي والجماعي، كالإيمان بالغيبيات والشعوذة والمعتقدات الزائفة الحاطة والمهينة لإنسانية الإنسان، والاحتكام إلى المنطق العقلاني وإعمال العقل في تحليل المعطيات، وتطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي في تقييم أي فعل ثقافي وتتيح هامش أوسع للحرية للفرد من أجل أن يبادر ويبدع ويساهم في تطوير الثقافة…

ــ الديمقراطية: وهي أساس كل ممارسة جمعوية وعمود كل عمل ثقافي، بحيث تتيح مبدأ تكافؤ الفرص لجميع الأعضاء في تحمل المسؤولية والإعداد والتخطيط والتنفيذ والتقييم والمحاسبة البناءة، بما يضمن مبدأ الاستقلالية والجماهيرية دون تعصب أو تحيز أو تمييز مع ضمان حق الأقلية في الانخراط أو الاعتراض دون إقصاء أو تهميش.

ــ حقوق الإنسان: أي ممارسة ثقافية ينبغي أن تأسس على قيم ومبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، وفق مبدأ الشمولية والكونية، مع استحضار كل الصكوك والعهود الدولية دون تحفظ.

ــ التطوع: معناه الانخراط الواعي والتلقائي في الأعمال الثقافية والتي تتفاعل مع قضايا المجتمع وأماله في التغيير دون استهداف الربح المادي أو منفعة خاصة أو مصلحة ضيقة.

ــ الاستقلالية: ونقصد بها أن عمل الجمعية ثقافيا كان أو تربويا أو اجتماعيا هو عمل حر، لا يدخل ضمن برامج أو أهداف أو خطط أي جهة كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، بل هو عمل من صميم إستراتيجية الجمعية وبرامجها المتواضع عليها بين جميع أعضائها كيفما كانت انتماءاتهم أو اتجاهاتهم المذهبية والفكرية والسياسية.

ــ الجماهيرية: هي أن الجمعية منظمة منفتحة على كل المغاربة دون تمييز عرقي أو ديني أو لغوي شريطة الانصياع لقراراتها، والاحتكام إلى قوانينها والاعتقاد بقيمها ومبادئها.

وتختم الورقة الثقافية تصورها بفتح نقاش مفتوح مسؤول وبناء داخل المؤتمر، وجعله ورشا ثقافيا ينتج خططا وبرامج واقتراحات للعمل الثقافي الجاد الذي يهدف إلى تكوين أطفال وشباب وتأهيلهم للعب أدوارهم الحياتية والمساهمة في تطوير المجتمع والانخراط في قضايا الوطن بشكل إيجابي وفعال، والتأكيد على أن تحقيق هذا الفعل يتم عبر تمثل قيم ومبادئ الجمعية، مما سيخلق وعيا صارما يجعل ” أميج ” مدرسة للديمقراطية، للمعرفة والتغيير، ومدرسة للحرية والإبداع.

 

 

 

 

 

 

 

يمكنك ايضا ان تقرأ

يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية

نورالدين بازين تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية