عبد الرزاق القاروني
تحت شعار: “من أجل تعميم العمل بمشروع المؤسسة المندمج”، تنظم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، خلال الفترة الممتدة ما بين 21 و24 شتنبر 2022 بملحقة الأكاديمية بعرصة المعاش بمراكش دورة تكوينية جهوية حول مشروع المؤسسة المندمج، لفائدة المنسقين الإقليميين للحياة المدرسية ورؤساء مكاتب مشروع المؤسسة المندمج، ومجموعة من مفتشي التوجيه التربوي والمفتشين المواكبين لجماعات الممارسات المهنية، إضافة الى عدد من المنسقين لهاته الجماعات، على صعيد الأكاديمية، الذين سيشكلون الفرق الإقليمية لمضاعفة التكوين بالجهة.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى، تفعيلا لمضامين ومقتضيات القانون الإطار رقم 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ببلادنا، وتنزيلا للبرامج والأنشطة المرتبطة بمشروع الارتقاء بالحياة المدرسية، خصوصا فيما يتعلق بتعميم العمل بمشروع المؤسسة المندمج، وكذا تنفيذا لمخطط التكوين المستمر، برسم سنة 2022.
وبهذه المناسبة، ألقى محمد بلقرشي، رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية، كلمة افتتاحية، نيابة عن مدير هذه المؤسسة، أعرب من خلالها عن سعادته لحضور مثل هذه اللقاءات الخاصة بالتكوين، سواء في شقه الأساسي أو عندما يتعلق الأمر بالتكوين المستمر، مشيرا أن الإنسان تكون سعادته أكبر، حينما يتعلق الأمر بحلقة تكوينية من شأنها، نظرا للكفاءات المشاركة فيها، أن تكون دورة تكوينية بامتياز تؤسس للدورات اللاحقة، في هذا المجال، لكونها تتناول مشروع المؤسسة المندمج، الذي يتميز براهنيته، والذي يشكل الحاضنة التي تعتمد عليها الوزارة، من أجل تنزيل الإصلاح، وجعله لا يقف في باب المؤسسة التعليمية والفصل الدراسي.
وأضاف أن من بين المرتكزات الأساسية لمشروع خارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية الوطنية ما هو مرتبط بالمؤسسة التعليمية، وذلك بهدف جعلها فضاء مفعما بالحياة، يسمح بالتفتح، ويتيح إكساب المتعلم ما يحتاجه من معارف، تساعده على النجاح في مساره التعليمي والحياتي.
ومن جهتها، تناولت الكلمة لبنى أبو النعائم، رئيسة المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، لتشكر مختلف المشاركين في الدورة التكوينية على الحضور الوازن، وعلى تجشم عناء السفر لحضور هذا اللقاء، مبرزة أن محور هذه الدورة التكوينية الأولى حول مشروع المؤسسة المندمج، يروم تنزيل مجموعة من النصوص التنظيمية، في هذا الشأن، وكذا أجرأة المخطط الجهوي للتكوين المستمر.
وبخصوص مشروع المؤسسة المندمج، أوضحت رئيسة المصلحة أن الهدف الرئيسي من هذا المكون الحيوي بمنظومة التربية والتكوين، على صعيد الوطن، هو إرساء استقلالية المؤسسة التعليمية، من أجل بلوغ وتحقيق مؤسسات تعليمية ذات جودة، التي تم الاشتغال على مشروعها، أثناء المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة العمومية، المنظمة مؤخرا.
ويتكون فريق التكوين، خلال هذا الملتقى، من مجموعة من المكونين الذين لهم خبرة وتمرس، في هذا المجال، وجانبيات ومسارات مهنية متنوعة ومتكاملة، وهم: عبد العزيز السيدي، أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، وعبد الإله بلخدير، رئيس قسم التخطيط والخريطة المدرسية، وبوجمعة بلهند، إطار بالمركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، علاوة على عبد الجبار، أتنغرين، مفتش التعليم الثانوي للغة العربية بمديرية مراكش.
وتتمحور أشغال هذه الدورة التكوينية حول إلقاء عروض نظرية تقارب مواضيع وقضايا راهنة تهم مشروع المؤسسة المندمج، بدءا بتقديم أهداف وبرنامج التكوين ومنهجية الاشتغال، والإطار المرجعي لمشروع المؤسسة، وتجربة مشروع المؤسسة المندمج في إطار “مشروع التعليم الثانوي”، ومنهجية إعداد هذا المشروع، من خلال المراحل والإجراءات العملية، ومرورا بالتدبير المعلوماتي لمشروع المؤسسة المندمج، ضمن منظومة مسار، والتدبير المؤسساتي لمشروع المؤسسة والمصادقة عليه، وانتهاء بالشراكة والتواصل وتعبئة الموارد لإنجاح مشروع المؤسسة المندمج، والتدبير المادي والمالي والمحاسباتي لهذا المشروع.
إلى ذلك، يعرف هذا الملتقى تنظيم ورشات تطبيقية حول إعداد مشروع المؤسسة المندمج، وموزنة هذا المشروع، إضافة إلى مهام وأدوار مختلف المتدخلين وآليات مضاعفة التكوين، في هذا الإطار، ومن شأن هذا الشق العملي في التكوين، الرفع من القدرات التدبيرية، وإكساب المستفيدات والمستفيدين من هذه الدورة التكوينية مهارات وخبرات تؤهلهم لتقاسم عدة التكوين، بسلاسة وانسيابية.
وفي الختام، من المنتظر أن تتمخض عن هذه الدورة التكوينية، مجموعة من التوصيات والمقترحات، التي ستساهم، لا محالة، في التنزيل الأمثل لمشروع المؤسسة المندمج، والرقي بمنظومة التربية والتكوين، على صعيد الجهة.