خاص / تونسيون يستنكرون فعلة سعيد

خاص / تونسيون يستنكرون فعلة سعيد

- ‎فيسياسة, في الواجهة
400
6

رأي / كلامكم / محمد خالد 

 

طالما كانت العلاقات المغربية التونسية في أحسن حالتها، نظرا للقرب التاريخي والجغرافي والثقافي بين البلدين، فضلا عن الاتفاق الحاصل بين قادة البلدين في خصوص عديد الملفات المشتركة، إلا أن استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد نهاية الأسبوع الماضي لقائد جبهة البوليساريو ومنحه صفة لا يملكها قد أثر على هذه العلاقات.

 

الرد المغربي جاء سريعا، إذ قرّرت الخارجية استدعاء سفيرها في تونس حسن طارق للتشاور، فضلًا عن إعلان المملكة عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، وفق بلاغ صادر عن الخارجية المغربية.

 

وأكدت الخارجية المغربية في بيانها أن القرار يأتي بعد أن “ضاعفت تونس مؤخرًا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”، وأوضحت أن تونس قررت “ضدًا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي”، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.

 

ما قام به الرئيس قيس سعيد يعتبر خطيئة كبرى وفق الأعراف الدبلوماسية، وهي المرة الأولى التي تحصل في تونس، إذ لم يسبق أن استقبلت تونس أي مسؤول في جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما أزعج سلطات المغرب.

 

لم تكن سلطات المغرب الوحيدة من نددت بها العمل، إذ ندد به عديد التونسيين أيضا، حيث استهجن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، استقبال خلفه قيس سعيّد لزعيم البوليساريو، وقال إن الموقف التونسي كان يرفض على الدوام الوقوف مع طرف ضد آخر في أزمة الصحراء، والسعي دائما إلى المصالحة بين المغرب والبوليساريو.

 

 

وأكد المرزوقي على أنه “ليست تونس من طعنت المغرب في الظهر، وإنما منقلب طعن من قبل تونس في ديمقراطيتها ودستورها ومؤسساتها وعلاقاتها، مع ليبيا والدول الديمقراطية وأوصلها إلى حالة لا نتمناها لعدو فما بالك لشقيق”.

 

كما ندد الوزير السابق والأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي بما حصل وقال في هذا الصدد: “بعد تدميره لمؤسسات الدولة التونسية وتعطيله لمسار الانتقال الديمقراطي واغتصابه لكل السلطات يتجه الآن نحو تدمير علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة والإضرار بمصالحنا الدبلوماسية والاقتصادية التي تربطنا بها”.

 

وأضاف الشواشي في جملة من التدوينات التي كتبها في هذا الصدد “جمهورية قيس سعيد تعترف “بجبهة البوليساريو الانفصالية” وتقر بذلك بمبدأ تقسيم المغرب الشقيق”، متسائلًا عن سبب وجود البوليساريو في تونس والحال أن اليابان منظمة القمة لا تعترف بها.

 

بدوره اتهم أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك الرئيس سعيد بالزج بتونس في لهيب صراعات إقليمية، قائلًا في هذا الصدد: “وصلنا مرحلة التلاعب الغشيم بالتوازنات الإقليمية والزج بتونس في لهيب الصراعات وتهديد ما تبقى من استقرار البلاد”.

 

بدوره استنكر محمد الأسعد عبيد، الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، استقبال سعيد، قائد جبهة البوليساريو، وأكد عبيد أن المغرب كان من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب تونس خلال جائحة “كورونا” وفي عز الأزمة السياحية، مشددا على أن “ملف الصحراء موضوع مغربي ولا يحق لنا التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة”.

 

وبالحديث مع عديد التونسيين في الشارع، تبين أن جزء كبير من الشعب التونسي يرى فيما أقدم عليه سعيد خطأ تاريخي، وجب المسارعة بإصلاحه حتى لا تتوتر العلاقات بين البلدين أكثر، فلا مصلحة لتونس في التدخل في شؤون المغرب الداخلية.

 

 

يؤكد عديد التونسيين أن مسألة الصحراء شأن داخلي مغربي وحلّها يقع في عاتق النظام المغربي ولا دخل لأي طرف في هذا الأمر.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

السلطات الأمنية تداهم مقاهي شيشا بمراكش وتحجز العشرات من النرجيلة وكمية من المعسل

محمد خالد في إطار الحملة المشتركة، داهمت السلطة