بعد أن صرح أن مهنة الصيدلة ستنقرض.. د.الصيدلي طارق غفلي يرد على الوزير ميراوي

بعد أن صرح أن مهنة الصيدلة ستنقرض.. د.الصيدلي طارق غفلي يرد على الوزير ميراوي

- ‎فيرأي, في الواجهة
813
6

بقلم: د. طارق غفلي

عبر الدكتور الصيدلي طارق غفلي عن رأيه  في تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي حول مهنة الصيدلة والصيادلة. وقد ارسل الدكتور غفلي برأيه لجريدة كلامكم التي تنشره كما وردنا منه.

أولا حسب قول السيد الوزير أن مهنة الصيدلة “صيدلية الصيدليات La pharmacie d’officine » ستنقرض بعد 10 سنين أو 15 عاما كأقصى تقدير, و هذا التخمين حسب السيد الوزير منبثق عن أبحاث للعديد من الباحثين يعملون كفريق حسب قوله:

الملاحظة الأولى :
هذا التصريح رسمي من رجل مسؤول في قطاع التعليم العالي فهو تصريح مسؤول.

الملاحظة الثانية :

هذا التصريح كان أمام كل المسؤولين الكبار في قطاع الصحة, و على رأسهم وزير الصحة و الحماية الاجتماعية و عمداء كليات الطب و الصيدلة و رئيس الهيئة الوطنية للأطباء مع التنبيه عن عدم حضور رئيس هيئة الصيادلة.

الملاجظة الثالثة :

مر  على التصريح أكثر من 10 أيام, و لم يكن هناك أي ملاحظة من طرف وزير الصحة و لا أي من العمداء.

اذن هذا التصريح فهو تصريح رسمي يجب أن يؤخذ محمل الجد.

و هنا السؤال : ما هي التدابير التي اتخذتها وزارة الصحة خصوصا و الحكومة عموما من أجل المحافظة على مهنة صيدلي الصيدليات المكان الوحيد السهل الولوج لجميع المواطنين من دون موعد و يقدم نصائح مجانية ؟
من دون الدخول في التفاصيل، تعتمد كل الدول على المحافظة على ركائز الصحة، و يعتبر الدواء المادة الأساسية للصحة و من دونها فلا دور لأي تخصص في قطاع الصحة، و تعتبر صيدلية الصيدليات آخر السلاسل العلاجية من جهة و أول مكان يلجأ إليه المواطن من جهة أخرى, و كل الدول المتقدمة في القطاع الصحي على اختلاف سياساتها في التعامل مع هذا التخصص الأساسي و المبدئي كل هذه الدول تعمل دراسات سنوية لتثمين هذه المهنة و الوقوف على مشاكلها، و إيجاد الحلول الآنية و على المدى البعيد للحفاظ على هذا المكتسب.

لنعود إلى تصريحات السيد وزير التعليم العالي، هذا التصريح الذي أعتبره تصريحا شجاعا يضع الحقيقة المرة التي طالما نادت بها هيئات الصيادلة و مختلف نقاباتها الوطنية و نقابات صيادلة مختلف المدن على أن نسبة كبيرة من الصيدليات على عتبة الافلاس.

يأتي تصريح السيد الوزير ليؤكد هذه الحقيقة المرة، و على مرارتها فمعرفة الشيء أفضل من فقده يوما ما.

و يجب أن يعتبر هذا التصريح مدخلا مهما لفتح النقاش مع كافة ممثلي الصيادلة من النقابات و الهيئات و على تجديد مكاتب الهيئات حتى يتم تمثيل الصيادلة أفضل تمثيل, و التشاور مع أصحاب الميدان للنهوض بهذا القطاع الحيوي فأهل مكة أدرى بشعابها, فمكامن الخلل في مجال الصيدلة لا يعرفه إلا أصحابه.

 

كما أن توصيات السيد وزير التعليم العالي لكليات الطب و الصيدلة بإيجاد و التفكير بصيادلة المستقبل، طبعا بتكوين يتلاءم مع الأوضاع الآنية و المستقبلية يعتبر تحديا كبيرا خصوصا و أن آباء الملتحقين بشعبة الصيدلة و الذين يعتبرون في المراتب الأولى وطنيا نظرا لقلة عدد مقاعد شعبة الصيدلة و التي ستنقرض بعد 10 أعوام بمقابل أضعاف المقاعد في شعبة الطب التي ستشهد خصاصا بالوثيرة الحالية حسب تصريحات السيد الوزير ب 23000 طبيب.

 

فهنا يظهر جليا أن مهنة الطب لها مستقبل واعد أما مهنة الصيدلة فإلى زوال إلا أن يشاء الله، فعلى وزارة الصحة و التعليم العالي و الحكومة إيجاد حلول لمهنة الصيدلة قبل أن يلجأ العديد من الملتحقين الجدد بشعبة الصيدلة تغيير التخصص حتى تصبح هذه الشعبة شبه فارغة.

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

فتح باب الانخراط وتجديده بالنقابة الوطنية للصحافة

كلامكم استعدادا لهيكلته، وفي افق عقد الجمع العام