الحب والجنس فى العلاقة الزوجية

الحب والجنس فى العلاقة الزوجية

- ‎فيرأي
496
التعليقات على الحب والجنس فى العلاقة الزوجية مغلقة

*هشام محترم

 

يرى فرويد مؤسس التحليل النفسي من خلال نظرياته أنه لايوجد شيء  اسمه الحب وإنما هو الجنس , وبذلك  حاول أن يمحو من تاريخ البشرية شيئاً اسمه الحب على اعتبار أنه وهم أو هو مجرد وسيلة للوصول إلى الجنس وأن كل الأشعار و الغزل  والفنون ماهى إلا مقدمات لممارسة  الجنس .
وقد كان وراء هذا الرأى وغيره خلفيات مجتمعية تحت ظل موجات من الإنفجار والإنحلال الجنسى بكل أشكاله.
لكن الحقيقة ليست كذلك كما يراها فرويد ومؤيدو آرائه وأطروحاته بهذا الصدد وذلك لعدة اعتبارات لا يختلف عنها اثنان نذكر منها مايلي بعيدين عن التنظيرات و التعقيدات الفلسفية :
1-عندما ينفصل الحب عن الجنس يصبح هذا الأخير فعلا جسديا محدودا من حيث الزمان والمكان واللذة , بخلاف الحب فهو احساس وشعور شمولي يمتد فى النفس والجسد بكل أبعادهما , بل يسرى فى الوجود و يشيع نبراسه  نوراً عظيماً.

2-الرغبة الجنسية بين الزوجين قد تذبل زهرتها أو تموت فى حالة المرض أو الشيخوخه , ولكن الحب لايتأثر بتلك العوارض فى حالة كونه حباً حقيقيا و أصيلاً .

3-الحب يخلق الرغبة فى الدنو  الجميل والتلامس الرقيق والتلاقى المشروع تحت مظلة السماء ثم يأتى الجنس كتعبير عن أقصى درجات القرب .

4-الجنس فى حضن الحب له طعم آخر مختلف تجده فى نظرة الرغبة المتوددة قبله وأثناءه وتراه فى نظرات الشكر والإمتنان ولمسات الود من بعده .

5-الحب هو التقاء انسان متكامل بكل أبعاده بإنسان آخر متكامل بكل أبعاده ….. رحلة من ذات إلى ذات .. عبور للحواجز الفاصلة  بين البشر .. أما الجنس ( المجرد) ما هو إلا التقاء جسد محدود بجسد محدود , وأحيانا يكون مجرد التقاء عضو جسدى بعضو جسدى أخر…. رحلة الإنسانية إلى البهيمية  .

    فمن خلال هذه المقارنات البسيطة والبعيدة عن كل تعقيدات فلسفية _والتي ذكرناها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر_ نستطيع أن نستخلص أهمية وجود الحب في كل العلاقات خاصة في العلاقة الزوجية المشروعة التي هي النواة الأولى لصناعة مجتمع أرقى.

     وبدون مبالغة نستطيع أن نقول  أن الزوجين المحبين ذوي  الوعى السليم الفطري يشعران بأن علاقتهما لها امتداد حتى بعد الموت فهما حتما سيلتقيان فى العالم الآخر ليواصلا ما بدآه فى الدنيا من علاقة حب و حميمة فى جنة الخلد إن شاء الله تعالى , وهذا هو  مستوى الوعى الإنساني  الأرقى.

يمكنك ايضا ان تقرأ

34 هكتار تحت التهديد: من يحمي أراضي الدولة بأغمات من مخالب الفساد؟”

طارق أعراب في تطور جديد يكشف استمرار معضلة