وليد محمد الساسي
طبول الحرب تقرع أبواب طرابلس مع إعلان رئيس حكومة الإستقرار في سرت، فتحي باشاغا، عزمه دخول العاصمة وممارسة مهامه منها في ظل رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تسليم مقرات الحكومة والتخلي عن منصبه للإستمرار في تحقيق الأجندة التركية الرامية للسيطرة على الأراضي الليبية.
حيث أعلن باشاغا عزمه دخول طرابلس، للمرة الثانية منذ تكليفه، بطريقة سلمية في الأيام القليلة القادمة، حيث قال:” القوى التي كانت معارضة لدخولنا إلى طرابلس تغيرت مواقفها وتريدنا أن ندخل إليها وسوف ندخل، وليس هناك معارضة شديدة لدخولنا إنما هناك معارضة من بعض القوى التي دفعت لها الحكومة المنتهية الولاية أموالاً”.
على الجانب الآخر، شهدت العاصمة الليبية في الأيام القليلة الماضية دخول حشود مسلحة متوجهة لمقرات الميليشيات على أطراف العاصمة، وتبين أنها كتائب تابعة لميليشيات الردع والنواصي الموالين لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وتنظيم الإخوان.
تحركات الميليشيات التابعة للدبيبة وتصريحات باشاغا بدخول طرابلس تسبب في إرجاع فكرة إحتمالية إندلاع حرب أهلية جديدة في ليبيا بقيادة خارجية، حيث أنه وبحسب التقارير والمصادر الخاصة، فإن تركيا ترفض تولي باشاغا حكم البلاد ولاتزال مُتمسكة بالدبيبة، كون أن باشاغا مدعوم بطريقة غير مباشرة من دول الغرب وعلى رأسهم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لفرض سيطرتها على النفط الليبي.
هذا ما تبين عندما أعلن مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح سحب الثقة من حكومة الوحدة وتكليف فتحي باشاغا للحكومة الجديدة، لتأتي تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند حاملةً معها مُقترح إدارة عائدات النفط الليبي وفرض الوصاية الامريكية على مصروفات الحكومة في ليبيا.
وبالرجوع إلى عزم باشاغا إلى دخول طرابلس، يرى البعض أن هذه الثقة جاءت بعدما قام باشاغا بعدة زيارات منها إلى المملكة المتحدة لنيل دعمها ومن بعدها زيارته للعاصمة التركية أنقرة ولقاءه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي جاءت لتغيير موقف الأتراك من الدبيبة وتقديم الدعم لحكومة باشاغا.
لكن وبالنظر إلى تحشيدات الميليشيات في العاصمة يبدو أن باشاغا فشل في إقناع الجانب التركي للتخلي عن الدبيبة وبالتالي سيحدث صدام عسكري كبير بين ميليشيات الطرفين ويكون الخاسر الاول فيها هو الشعب الليبي.
المحلل السياسي أحمد الفيتوري يرى أن تطور الأحداث بهذه الصورة هو من فعل الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى بشتى الطرق لفرض وصايتها وبسط سيطرتها على عائدات النفط الليبي لسد النقص الناجم عن الخلاف بين دول الغرب وروسيا.
وفي حال إندلاع حرب بين الطرفين ستُسارع واشنطن لتُعلن عن نفسها وصياً على ثروات الشعب الليبي إلى حين بسط الأمن والإستقرار في البلاد وإجراء إنتخابات رئاسية، وطالما هنالك فوضى ستعمل الولايات المتحدة عبر أذرعها مثل باشاغا وغيره من السياسيين على تأجيج الأوضاع إلى أن يُصبح الحال في ليبيا كما هو في سوريا والعراق من فقر وجوع ودمار.
وأضاف الفيتوري أنه على رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن يتدخل لوقف الفوضى السياسية في البلاد، وبالنظر إلى الساحة السياسية فإن عقيلة صالح هو أحد الشخصيات السياسية في البلاد التي لا تنصاع لاوامر أياً من دول الغرب الرامي للسيطرة على الأراضي والثروات الليبية، بل يسعى لتحقيق مطالب الشعب الليبي، وأكبر دليل على ذلك هو إستجابته لمطالب الشعب وسحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، وعمله بكل جهد من اجل الوصول إلى قاعدة دستورية تقود إلى إنتخابات برلمانية ورئاسية.