تواصل المحاولات الإيرانية لنشر التشيع بين السوريين

تواصل المحاولات الإيرانية لنشر التشيع بين السوريين

- ‎فيرأي
850
التعليقات على تواصل المحاولات الإيرانية لنشر التشيع بين السوريين مغلقة

 وليد محمد الساسي

 

تستمر إيران، منذ بداية تدخلها في سوريا، على تعزيز نفوذها على جميع الأصعدة في عموم البلاد، لكنها تعطي الأهمية الأكبر للمناطق الشرقية، وذلك من أجل الوصول إلى البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان.

وتعمل إيران ومليشياتها يوميا على ترسيخ العقيدة الشيعية في سوريا، وذلك بخطتها الممنهجة لإحداث تغيير ديمغرافي يفتح أمامها بوابة التموضع في عمق بلد مثقل بأزمته.

ويحظى ريف حمص ودير الزور وبالأخص مدينة الميادين، باهتمام غير مسبوق من قبل الميلشيات الإيرانية، حيث تشهد هذه المناطق انتشار مكثف لعناصر الحرس الثوري الإيراني.

هذا وقد زادت القوات الإيرانية نشاطها في محافظة الحسكة مؤخراً، للحصول على موطئ قدم في المنطقة التي تمتلئ بالقواعد العسكرية والقوات الأجنبية، وذلك عن طريق افتتاح الميليشيات الإيرانية بقيادة الحاج مهدي اللبناني، من ميليشيا حزب الله، مكاتب عدة لتجنيد أبناء العشائر العربية في الحسكة، وذلك حسب مرصد الحسكة.

ويقع المكتب الرئيسي لعمليات التجنيد المعروف باسم “مكتب الاستقطاب”، داخل المربع الأمني للنظام في مدينة الحسكة. كما توجد العديد من المراكز في مدينة الحسكة التي تعمل لصالح إيران، أبرزها مكتب كتائب البعث بقيادة رائد الخلف المقرب من “حزب الله”، ومكاتب تتبع لميليشيا الدفاع الوطني بإشراف عبد القادر حمو.

والجدير بالذكر أن إيران تفرض سيطرتها على كامل الشريط الحدودي مع العراق، بما في ذلك المنافذ الحدودية بين البلدين، وهذا يسهّل عليها نقل قواتها بين الحدود، خاصةً القادمة من العراق، كما أن وجودها في محافظة الحسكة جعلها قادرةً على السيطرة على الرسوم الجمركية للتجارة العابرة عبر الحدود، وأيضاً تجارة المخدرات والدخان، التي تُعدّ أهم مصادر دخل المليشيات.

وشهدت بلدة حطلة، شمالي دير الزور، في الآونة الأخيرة، قيام مسؤولي “حسينية الإمام الرضا” التابع لإيران بتسير رحلة ترفيهية للطلاب، تخلّلتها خطبة لمعمّمين شيعة، كما مرّت الرحلة على مزار “عين علي” في بادية مدينة القورية شرقي دير الزور، حيث تمّ توجيه الطلاب للاغتسال من ماء العين، من أجل “التبرُّك بها”، إضافة لعدد من الأنشطة التي قاموا بها خلال الرحلة.

وتستمر الحسينيات المرتبطة بالحرس الثوري على نشر المذهب الشيعي بين المزيد من السكان، مستخدمة سلاح المال وسلال اﻹغاثة، ومستغلة حالة الفقر. حيث يذكر أن “المركز الثقافي الإيراني” بدير الزور كان قد أجرى عشرات الأنشطة المشابهة، في حديقة الأصدقاء بحويجة صكر في مدينة دير الزور، إضافة إلى مزار “عين علي”.

وتأتي هذه التحركات بعد انسحاب قوات الشركة العسكرية الخاصة “فاغنر” من دير الزور والبادية السورية والتي تتصل مع ريف حمص. وقد كانت فاغنر تعمل على حماية مناطق شمال شرق سوريا والبادية وحمص من هجمات تنظيم داعش الإرهابي وقد قاموا أيضاً بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان هذه المناطق، بينما تتجاهل إيران تهديد تنظيم داعش الإرهابي على المنطقة.

يمكنك ايضا ان تقرأ

يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية

نورالدين بازين تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية