كلامكم
سلط الملتقى القطري للمؤلفين ضمن الحلقة الثانية من (مبادرة زائر لتراث الأدب) التي يقيمها بالتعاون مع دار الشرق الضوء على كتاب (المصون في الأدب) لأبي أحمد العسكري، و قدم الجلسة التي تم بثها عبر قناة يوتيوب مساء الإثنين الدكتور مولاي يوسف الإدريسي الأستاذ بالقسم .
و عرف الدكتور الإدريسي كتاب المصون في الأدب بكونه واحدا من أهم الكتب الأدبية و النقدية في التراث العربي و الإسلامي و هو كتاب متوسط الحجم كبير القيمة عميق التقدير و غزير العلم والمعرفة.وقد أثار جملة من التساؤلات لدى الباحثين والدارسين فهو ينسب للعسكري الذي اشتهر بالتأليف في الأدب و النقد و البلاغة و له العديد من الإسهامات في هذا المجال و قد اعتقد الناس أن صاحب الكتاب هو أبوهلال العسكري لكن تم بعد ذلك اكتشاف صاحبه الحقيقي و هو أحمد العسكري حيث صاحب المصون هو شيخ و معلم أبي هلال
وأوضح أن العنوان كان دالا فقد انتقى صاحبه الكلمات و المصطلحات التي تلخص ماجاء بين دفتي الكتاب و يقصد بالمصون الشيء النفيس وتشير إلى ضرورة الحفظ و الحرص عليه نظرا لأهميته ،
و أكد الدكتور الإدريسي أن الكتاب تمكن من تلخيص كل ما يحتاجه الأديب و اللغوي و الشاعر و الناقد لتعلم الأدب العربي و لصون اللسان العربي و الذاكرة الجمالية العربية، و أشار إلى إن اختيار العنوان يدل على ذكاء و نباهة المؤلف.
و أكد ضرورة الانتباه إلى الخيط الرفيع الذي يربط كل المشاريع ببعضها بعضًا فلا يمكن الحديث عن أي مصدر من المصادر دون ربطه بذاكرته المعرفية و الجمالية و مراجعه العلمية و دون النظر إلى الإمكانات التي يفتحها أمام المفكرين لاحقا لتطوير هذه الأفكار، فالكتاب منذ القديم يأخذون من السابق و يطورون و يضعون لبنات أخرى ليأتي النقاد و يعملون على تطوير المنجزات الأدبية و الفكرية
و أشار إلى أن حضور مصطلح الأدب في العنوان في فترة تاريخية ظهرت فيها العديد من المؤلفات التي شملت مراجع و حقولا معرفية مختلفة و الاهتمام بالنمو و الفلسفة و البلاغة و النقد و كانت فترة الإبداع و التفنن في اختيار العناوين التي تدل على مجالات أصحابها يدل على تنزيل هذا الكتاب في مجاله
و قد اختار الكاتب لفظ الأدب كونه مصطلحا شاملا و قد حوى العديد من المعارف و العلوم و تضمن زبدة التصورات السابقة ، و يشير العسكري من خلال هذا المصطلح إلى أدب النفس و أدب الدرس فالكتاب يدور في هذه المجالات المتصلة بما له علاقة بالجانب التربوي و التثقيفي و تكوين الناشئة علميا و ثقافيا