ناطق عن الهوى

ناطق عن الهوى

- ‎فيرأي, في الواجهة
319
6

بقلم : سعيد بلفقير*

ملامح تخلو من أي تفاعل, كقطعة ثلج آدمية بربطة عنق, نطق وهو يعتلي منبر التصريح الحكومي.

قالها وهو ينطق عن هوى أصحاب القرار, من يستعمل سيارته عليه أن يتحمل كلفتها..
بعد تلك الجملة بدا الفراغ هائلا بحجم الإخفاق, فراغ بحجم الشماتة, ملأته حسرة المواطن بما يناسب ويليق..
من يستعمل سيارته عليه أن يتحمل كلفتها, ومن يملك بطنا خاوية بلا قوت فليتحمل وزر ملئها رغم الغلاء, ومن له صغار يدرسون فذاك همه وحده, ومن له حاجة في مستشفى فتلك مصيبته وحده, لأن الأصل في الأشياء الصحة أما المرض فتلك حالة استثناء لا تعني الحكومة.
هل هي ركاكة الموقف التي تستفزنا, أم أسلوب الناطق الرسمي الذي يخاطبنا كآلة صرف للأخبار المعلبة, أم هي أحاديث الأمس القريب التي وعدت المغاربة بالأفضل وهمست فيهم “تستاهلوا ما أحسن”, ليكتشف المواطن بعدها أنها كانت أفضل مقلب كاميرا خفية تعرض لها.
نعرف أن فاقد الشيء غالبا لا يعطيه, وفاقد المصداقية لا تنتظر منه الحقيقة, وفاقد الفحولة السياسية لا تنتظر منه الإصلاح, ولكن على الأقل اختاروا لنا ناطقا رسميا يتقن لعبته, يبتسم في وجوهنا وهو يلعننا بمنطق “الله غالب”, يتفاعل مع خيباتنا بصدق كاذب, يجعلنا نشعر بأننا جزء من هذا العالم, من هذا الوطن الذي مهما رخص سياسيوه يظل في القلب غاليا عاليا.
نحن مصابون بداء الوطن المزمن, ولا نرجو منه شفاءً, ومصابون أيضا بطاعون العجز, وبمتلازمة الحكومة النائمة..في العسل, فاللهم اشفنا وعافنا من العجز وحكومة الغمز واللمز التي لا تملك عصا سحرية ولكنها تملك سحر العصا.

منقول من صفحة الكاتب بالفايس بوك*

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

شاطئ سيدي موسى في الجديدة إقطاعية للبلطجة المسنودة بالنفوذ السلطوي

من عبد الواحد الطالبي – مراكش   تحول