ظاهرة تسميم الكلاب الضالة، تثير ردود افعال غاضبة داخل الأوساط الجمعوية والحقوقية، فمن المسؤول ؟

ظاهرة تسميم الكلاب الضالة، تثير ردود افعال غاضبة داخل الأوساط الجمعوية والحقوقية، فمن المسؤول ؟

- ‎فيمنوعات
249
التعليقات على ظاهرة تسميم الكلاب الضالة، تثير ردود افعال غاضبة داخل الأوساط الجمعوية والحقوقية، فمن المسؤول ؟ مغلقة

محمد معاد

أثارت ظاهرة تسميم الكلاب الضالة بالمغرب،كحل تلجا اليه العديد من المجالس المنتخبة،الوصية على الاملاك الجماعية،العديد من الانتقادات وردود الفعل الغاضبة،جراء لجوءهذه المؤسسات الى اسهل الحلول ،قصد التخفيف من هذه الظاهرة ومحاصرتها.دون التفكير في اعتماد مقاربات بديلة،اكثر رحمة وشفقة بهذه الحيوانات الاليفة، التي يضرب بها المثل في الوفاء والاخلاص لمربيها من بني الانسان،بمختلف بقاع المعمور.
وفي هذا السياق انتفض مستشار جماعي من مجلس مدينة الرباط،في وجه عمدة المدينة اسماءغلولو،موجها لها سؤالا حول الاسباب والحيثيات التي جعلت مصالح حفظ الصحة،بالعاصمة الاقتصادية،تلجأ الى تسميم الكلاب الضالة بشوارع المدينة،بطريقة تنم عن التعذيب والحاق الأذى بها دون شفقة اورحمة،ودون اللجوء الى طرق واساليب اخرى بديلة اكثر شفقة ورحمة.
وقال المستشار المذكور في سؤاله الى العمدةبأن “الجماعة وقعت اتفاقية سنة 2017 مع جمعية “أدان” تلتزم فيها الجماعة بعدم قتل الكلاب الضالة،وهي الاتفاقيةالتي تقضي ب”وضع برنامج للتكفل بها، وتعقيمها لتجنب تكاثرها، وتلقيحها ضد داء الكلب، ووضع شارة تعريفية لكل حيوان، حتى يبدأ عدد الحيوانات في التقلص تدريجيا ،كما توصي بذلك المنظمة العالمية للصحة،مستغربا في ذات السياق عن عدم تفعيل هذه الاتفاقية منذ ذلك الحين الى اليوم.
وارتباطا بذات الموضوع،اثارت هذه الظاهرة انتقادات واسعة بمدينة مراكش بدورها،عندما احتج الاتحادي لحسن حبيبو عضو المجلس الجماعي لمدينة مراكش،على تسميم “كلبته”المسماة ب”ليندة”
من طرف مصالح حفظ الصحة بالمدينة،على الرغم من كونها “أليفة”.وفي هذا السياق كتب لحسن حبيبو مرثية طويلةعلى منصته الرسمية بالعالم الافتراضي،،يبكي من خلالها على تسميم كلبته،في غفلة منه ومن اسرته،التي تمنحها مكانة اعتبارية خاصة،وكلامكم تستاذن الاستاذ حبيبو بإعادة نشر هذه” المرثية”تعميما للفائدة:
وداعا ليندة ….. اعدام بأثر رجعي ….
كلب بصيغة انثى ..كلما سمعت هدير محرك السيارة في منتصف الليل او اقله الا وتستقبلني، وانا ارى في عينيها وفاء قل نظيره ،وفرحة صادقة تترجمها احيانا عبر ملامستي بارجلها المعانقة ،وذيلها المتراقص من شدة الشوق والارتياح …وعناقها المتبادل بلمسة لسانها المتحسس لمكامن وجهي وايدي التي تحاول منعها بلطف.. كانت ليندة تمثل ذوي حالات التشرد والتيه والضياع رغم تفردها في الاندماج داخل محيطها
وفي كل مرة؛ امنحها اما حليبا او جبنا اوسمكا معلبا … ليندة لقب اطلق عليها من طرف اطفال الحي؛ حيث تربت بينهم، وهي جرو صغير، متكفلين باوائها واكلها ورعايتها… وحتى خلق فرص اللعب معها ،الا ان كبرت واصبحت تقدم خدماتها بالحراسة ليلا بالنباح المبالغ فيه احيانا،تعبيرا منها عن صدق عملها و جديتها .. الشيء الذي لم يعجب بعضهم فاتصلوا بالمصالح المختصة لاعداد خطة اغتيالها سما دون محاكمة عادلة …واخر مرة-بعد يومين من حادثة اغتيالها – لا حظت بانها لا تريد هديتي او موذتي من الطعام ولكأنها احست ان يد الغدر ستغتالها خلسة ..وهي نفس اللحظة التي اخدت واياها صورة للذكرى فكانت صورة لتابينها واخرى لوداع اخير …. هي فطعة من اللحم المسموم مهداة من مصالح البلدية ومن دافعي الضرائب، كانت كافية للقضاء عليها برهة واحدة لترضخ لالة قاتلة غير رحيمة..وتسقط جثة هامدة بعد ألم شديد قاطع للامعاء والشرايين ووجدان الالفة … مع شفتين مفتوحتين ترسم ابتسامة ساخرة …ولكأنها تعاتبنا ،لما قابلنا الوفاء بالغدر والحياة بالموت …. خبر تسميم ليندة تناقله الاطفال بنبرة حزينة وعاتبة فبل النساء والرجال والسلطات …، والواقع ان قتل الكلاب بالسم اعدام غير شرعي واهدار لسمة التعايش التاريخي بين كائنات اليفة حتى الوفاء والاخلاص …وداعا ليندة …ولدت في كنف التشرد ..واعدمت بتهمة الكلاب الضالة …. محاكمة غير عادلة واعدام باثر رجعوي ….ما امكرك ايها التاريخ ….وما امكرنا معه بحداثة مزيفة …..

يمكنك ايضا ان تقرأ

مركز الدرك الملكي الجديد بجماعة السعادة: درع أمني يعزز الاستقرار ويواكب التحولات

نورالدين بازين في تحول نوعي يعكس الأهمية الاستراتيجية