محمد معاد
في ظل غياب المراقبة و العناية بالاشجار المعمرة، التي تزين شوارع مدينة مراكش ،و التي يعود تاريخ غرس أغلبيتها لفترة الاحتلال الفرنسي، فإن مجموعة من هذه الأشجار تموت و هي واقفة ،من جراء الاهمال و كذلك من طرف خصوم البيئة ،الذين يتصرفون بأنانية كبيرة، منهم مجموعة من أصحاب المحلات التجارية، و المقاهي الذين يعدمون تلك الاشجار، بدون رحمة و لا شفقة، من أجل التوسع سواء بالقطع أو بصب مواد النظافة السامة، على جدورها في الأحواض، غير مبالين بدورها الإكولوجي، في خلق التوازن البيئي و تطهير الأجواء من التلوت ،فتلك الاشجار لم تغرس عبثا من طرف من يحبون الحياة، و لها مكانتها الخاصة في ذاكرة و قلوب ساكنة مدينة مراكش، و خصوصا الغيورين على المدينة ، فهناك نمادج صارخة للإهمال الذي تعاني منه الاشجار المعمرة، وخصوصا ” بدرب السبليون” و هناك كذلك عملية إعدام شجرتين، للأسف الشديد يوم أمس بزنقة محمد البقال الهادئة، بحي جليز و هناك أشجار غطيت جدورها عنوة بالاسمنت، من أجل حرمانها من الهواء حتى تموت خنقا ، مما يثير العديد من التساؤلات حول اجهزة المراقبة، أين مجلس مقاطعة جليز، أين مصلحة حفظ البيئة و البستنة ؟.
فما الفائدة من غرس أشجار جديدة ،باهضة الثمن يبلغ ثمن بعضها ستة الف درهم للمتر، و أشجار تاريخية معمرة، يفوق عمر بعضها السبعين سنة، لا تقدر بثمن يتم إعدامها.؟
عن تدوينة للمواطن مصطفى الفاطمي بتصرف.