روم لاندو شاهد على العصر بالمغرب الحديث

روم لاندو شاهد على العصر بالمغرب الحديث

- ‎فيفي الواجهة
375
0

عبد الرزاق  القاروني*

   روم لاندو باحث ومستشرق بولوني الأصل وبريطاني الجنسية، عرف بتعدد الجوانب وغزارة الإنتاج. له عدة مؤلفات في مجالات الفلسفة والدين والأدب والقضايا العربية والإسلامية، خصوصا المغربية. عشق المغرب، فقضى به السنوات الأخيرة من حياته، كانت له عدة لقاءات مع مجموعة من القادة والزعماء العرب، ولقب بمؤرخ المغرب، نظرا لكونه ألف باقة من الكتب حول تاريخ المغرب الحديث، إضافة إلى سيرتي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما. 

باحث متعدد الجوانب 

   ولد روموالد لاندو، يوم 17 أكتوبر 1899 بمدينة لودز التي تعتبر من أكبر المدن البولونية، والتي كانت تابعة، وقتئذ، لروسيا القيصرية، له جانبية متعددة، فهو صحفي ونحات ومربي وعسكري، إضافة إلى كونه باحثا. كان له إلمام كبير باللغتين الإنجليزية والألمانية، علاوة على العربية. 

   حينما ولج عالم البحث العلمي والنشر، اختار هذا الباحث أن يمهر مؤلفاته، اختصارا وعلى سبيل اسم الشهرة، باسم روم لاندو، فلصق به هذا الاسم، وحل محل اسمه الحقيقي. درس هذا الباحث الفلسفة والفن، ثم الدين في عدة مدارس وجامعات أوروبية، خصوصا بألمانيا، وقضى فترة شبابه في التجوال والترحال، وكسب قوت يومه من النحت. وفي سنة 1922، تتلمذ، في هذا المجال، على يدي جورج كولبي، الذي يعد أكبر نحات بألمانيا. 

   ومع نهاية سنوات العشرينيات وبداية الثلاثينات، ذاع صيته في وطنه الأصلي وأوروبا، من خلال البحث والتأليف، حيث نشر السيرة الذاتية للزعيمين البولونيين بيلسودسكي سنة 1929، وبادريفسكي سنة 1934، إضافة إلى كتابه “الله مغامرتي”، الصادر سنة 1935، الذي لاقى رواجا كبيرا، في تلك الفترة.

   وزار هذا الباحث المغرب، لأول مرة، سنة 1924، ما جعله ينكب على دراسة الثقافة الإسلامية وتعلم اللغة العربية، والقيام بجولات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وخلال سنة 1937، زار عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية، وعبد الله الأول، ملك الأردن، وعدة زعماء دينيين ومدنيين بالشرق الأوسط، وحول هذه الزيارة، ألف لاندو كتاب “سلح الرسل” سنة 1938، الذي دعا من خلاله إلى تسليح العرب، من أجل مساعدة البريطانيين والفرنسيين في حربهم القادمة ضد ألمانيا النازية.  

   وقد حصل هذا الباحث على الجنسية البريطانية، يوم 08 مارس 1940، وكان يقطن بالقرب من مدينة تشيستر بالمملكة المتحدة. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتحديدا ما بين 1939 و1941، عمل ربان طائرة في صفوف السلاح الجوي الملكي البريطاني، ثم عضوا باللجنة العربية بقسم الاستعلامات بوزارة الخارجية البريطانية، أثناء الفترة الممتدة ما بين 1941 و1945. 

   وبعد جولة علمية قادته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ما بين سنتي 1952 و1953، استقر لاندو بمدينة سان فرانسيسكو، حيث تعاون، لفترة من الزمن، مع فريدريك سبيغلبيرغ، أستاذ الديانات الأسيوية ومقارنة الأديان بالأكاديمية الأمريكية للدراسات الأسيوية. وخلال الفترة ما بين 1956 و1968، عمل هذا الباحث أستاذا للدراسات الإسلامية والشمال إفريقية بجامعة المحيط الهادي في مدينة ستوكتون بكاليفورنيا.

   وبالموازاة مع ذلك، أشرف ما بين سنتي 1962 و1963 على برنامج تكوين هيئة السلام (بيس كوربس)، الذي يعنى بإعداد المتطوعين الأمريكيين للخدمة بالمغرب، وذلك في إطار المساعدة في عملية التنمية وسد الحاجيات من اليد العاملة المتخصصة، خصوصا في مجالي التعليم والفلاحة.

   وبعد حصوله على التقاعد، استقر بمدينة مراكش التي تيمته بسحرها وغرائبيتها المنبعثتين من تعاريج أزقتها وفضاءاتها المغلقة والمفتوحة، وبساطة وعفوية ساكنتها التي تتميز بالتسامح والكرم، إضافة إلى روح المرح وخفة الظل. وقد توفي بهذه المدينة، يوم 02 مارس 1974، حيث دفن بمقبرتها الأوروبية.

   ومن أجل صون ذاكرة هذا الباحث من الضياع، تم تجديد قبره، ونظمت، بهذه المناسبة، السفارة البولونية، بتعاون مع نظيرتها البريطانية بالرباط، يوم 05 يناير 2012، حفلا بالمقبرة الأوروبية بمراكش، بحضور عدة شخصيات مغربية وبولونية وبريطانية من عالم السياسة والفكر والفن.

   وفي تعريف مقتضب بهذا الباحث، مستقى من شاهدة قبره، نقرأ ما يلي: “روم لاندو، ولد سنة 1899 ببولونيا، وتوفي سنة 1974 بالمغرب، مؤرخ، كاتب مقالات ومستعرب، عالم وفنان، ربان طائرة بالسلاح الجوي الملكي البريطاني، مؤلف كتب حول البولونيين الكبيرين بادريفسكي وبيلسودسكي”. 

   ولهذا الباحث عدة مؤلفات في مجالات فكرية مختلفة، تهم الفلسفة والدين والفن والإبداع الأدبي والسيرة الذاتية، إضافة إلى دراسة وتحليل الشؤون العالمية. كما له مجموعة من المقالات والدراسات النقدية، الصادرة في عدة صحف ومجلات بريطانية وأمريكية، نذكر من بينها: دوربورتر ودونيو ستيتسمان، علاوة على دوسبيكتيتور.

شاهد على العصر بالمغرب الحديث

   بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، شد لاندو الرحال إلى شمال إفريقيا، حيث ربط علاقات وطيدة مع المغفور له الملك الراحل محمد الخامس وعدة زعماء آخرين لحركات التحرر بالمغرب العربي، وذلك بهدف مساندة هذه الحركات للانعتاق من نير الاستعمار الفرنسي.

   وتعتبر سنة 1948 سنة فارقة ودالة في حياة هذا الباحث، إذ في هذا التاريخ، كرس جهوده وقدراته البحثية لدراسة الشؤون المغربية، ما أهله لأن يصبح مؤرخ المغرب غير الرسمي، وكانت ثمرة هذا العمل الدؤوب والمتخصص إصدار باقة من الكتب حول جملة من القضايا المغربية ذات الأهمية والراهنية، في ذلك الوقت، من أبرزها: “دعوة إلى المغرب” سنة 1950، و”سلطان المغرب” و”جمال المغرب” سنة 1951، و”يوميات مغربية” و”بورتريه طنجة” سنة 1952، و”أزمة المغرب الأقصى” سنة 1956، والسيرتين الذاتيتين للملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، الصادرتين على التوالي سنة 1957 و1962، ثم “تاريخ المغرب خلال القرن العشرين” سنة 1963، و”المغرب” سنة 1967، إضافة إلى “قصبات جنوب المغرب” سنة 1969، وأغلب هذه الكتب المؤلفة بلغة شكسبير قد ترجمت إلى لغة الضاد، من طرف مترجمين عرب ومغاربة، نذكر من بينهم: نقولا زيادة ومحمد إسماعيل علي وحسين الحوت، وعبد المجيد بن جلون وليلى أبوزيد وخيري حماد، إضافة إلى بنحمان الداودي.

   ولكتابات ونصوص لاندو حضور متميز في المقررات الدراسية المغربية، خصوصا في السنة النهائية من المرحلة الإعدادية، كما لا تخلو امتحانات هذه المحطة الإشهادية بقطاع التربية الوطنية بالمغرب، من نصوص لهذا الباحث تتناول حياة المغفور له الملك محمد الخامس بالمنفى، مترجمة من طرف الأديبة المغربية ليلى أبوزيد، والتي ترسخ، بأسلوب أدبي تقريري، قيما وطنية وإنسانية سامية، تتمثل في الصبر والتضحية والإخلاص للوطن. 

    ورغم كون هذا الباحث معروف بدقته وموثوقيته في الأوساط العلمية والأكاديمية، إلا أنه قد يحدث له، أحيانا، أن يقدم معطيات طريفة ومثيرة للنقاش والجدل، كما وقع له حينما تناول بعض الحقائق التاريخية والمعمارية لجامعة القرويين بفاس، والتي رد عليها المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي في مجلة دعوة الحق، الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.  

 نصرة استقلال المغرب   

   يعتبر لاندو من المناصرين لاستقلال المغرب، ففي سنة 1949 قام برحلة إلى هذا البلد، استقبل خلالها من طرف الملك الراحل محمد الخامس وولي عهده الأمير مولاي الحسن، ما أذكى تعاطفه، بشكل كبير، تجاه المغرب، وجعله لا يتوانى في مساندة قضايا الوطنيين المغاربة العادلة، من أجل التحرر من ربقة الاستعمار الفرنسي. كما مكنته هذه الزيارة من نسج علاقات وطيدة مع رموز الحركة الوطنية المغربية، وعلى الخصوص الزعيم علال الفاسي.

   وفي هذا الإطار، يقول المؤرخ ديفيد ستينر، المتخصص في قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “من وحي هذا اللقاء الفريد وتجاربه بالمغرب، بشكل عام، قرر لاندو تكريس بقية حياته للقضية المغربية. فعند عودته إلى إنجلترا، بدأ نشر مقالات في الصحف والمجلات البريطانية، قام من خلالها بدعم الحركة الوطنية المغربية”. 

   وحينما انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سار على ذات النهج، إذ التقى بوزير خارجية هذا البلد دين أتشيسون، والسيناتور توم كونالي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة مجموعة من السياسيين المؤثرين في دوائر القرار الأمريكي. كما قدم محاضرات بجامعات أمريكية، وأحاط علما خبراء مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بوضعية القضية المغربية، وعدالة مطالب الحركة الوطنية المدافعة عنها، علاوة على نشر مجموعة من المقالات وإجراء حوارات بالصحافة المكتوبة والسمعية البصرية الأمريكية، في هذا المجال. 

   وفي هذا المضمار، يؤكد ستينر بأنه، في ذلك الوقت، أصبح لاندو المرشد والناطق، باللغة الإنجليزية، باسم الوطنيين المغاربة، حيث نشر عدة مقالات تدافع عن القضية المغربية في الصحافة الأمريكية، خصوصا بمجلتي “أمريكا” و”ميدل إيست جورنال” وصحيفة “نيويورك تايمز”، إضافة إلى استقطابه لمجموعة من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع الأمريكي للدفاع عن استقلال المغرب، مثل السيدة الأولى إلينور، زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت.

    ومن باب التنويه والاعتراف بالجميل، وجه إليه علال الفاسي كلمة شكر عبر له فيها عن امتنانه العميق لنواياه الحسنة تجاه المغرب، واهتمامه بمصيره، ومشيرا إلى ترجمة مقاله حول القضية المغربية، الصادر بصحيفة “التايمز” البريطانية إلى اللغة العربية، وتوزيعه على نطاق واسع بمختلف فروع حزب الاستقلال بالمغرب، ومبرزا أن هذه أفضل وسيلة لتبيان وجهة نظره، في الموضوع.

   ونظرا لشهرة هذا الباحث وتمتعه بشخصية كاريزمية في الأوساط الثقافية الأوروبية والأنكلوسكسونية، فإنه كان يشكل القناة المناسبة والضمانة الفكرية لتمرير صوت التحرر المغربي إلى دوائر القرار الأمريكية. وعبر هذا الباحث، تمكن حزب الاستقلال المغربي من القيام بدعاية كبيرة في أوساط النخب السياسية والجامعية الأمريكية، مستثمرا في ذلك كتابه الموسوم بـ “سلطان المغرب”، الصادر سنة 1951، حول المغفور له الملك الراحل محمد الخامس، حيث تم التعريف بهذا المصنف لدى أصحاب القرار الأمريكيين، ومندوبي مختلف الدول بهيئة الأمم المتحدة، مع التأكيد على أن الملك الراحل هو عاهل متنور ورمز للحداثة الشرقية، وضامن للوحدة الوطنية المغربية، وكل مساس بشخصه وسيادته يشكل خطرا على الاستقرار السياسي للمغرب والسلم العالمي.

   وفي هذا السياق، يقول روبير مونتاني، الأنتروبولوجي وعالم الاجتماع الفرنسي، المتخصص في الشؤون الأمازيغية، إن نشر سيرة ذاتية للسلطان محمد الخامس، في الوقت المناسب، موقعة من طرف لاندو، الذي أصبح في خدمة حزب الاستقلال، يبين المجهودات التي تم القيام بها، على صعيد المغرب، من أجل انتزاع تنازل من فرنسا يروم تحقيق الحكم الذاتي الداخلي، الذي ليس إلا مرحلة مؤقتة للحصول على الاستقلال التام.

استشراق منصف للإسلام  

    يعد لاندو من المستشرقين الثقات، الذين أنصفوا الإسلام وأعجبوا بحضارته، خلف عدة كتب، في هذا المجال، من أبرزها كتاب “الإسلام والعرب”، الذي عرف طريقه إلى النشر، باللغة الإنجليزية، سنة 1958 عن دار النشر “ألين وأونوين” بلندن، والذي قام بترجمته إلى اللغة العربية الأديب اللبناني منير البعلبكي، الملقب بشيخ المترجمين العرب، من طرف طه حسين، عميد الأدب العربي، والذي أصدره، سنة 1962، ضمن منشورات مؤسسة دار العلم للملايين ببيروت، التي يعتبر من مؤسسيها الرئيسيين.

   وبخصوص هذه الترجمة، من القطع المتوسط والتي تقع في 387 صفحة، يقول البعلبكي: “هذه ترجمة دقيقة لكتاب “الإسلام والعرب”  للمستشرق الإنكليزي الشهير روم لاندو، حرصنا على تقديمها إلى القراء لأن هذا الكتاب، في اعتقادنا، من أنفس المختصرات التي وقعنا عليها في تاريخ العرب والحضارة الإسلامية، وأدناها إلى الإنصاف، بل إننا نجد في هذا الكتاب إكبارا للعرب وإعجابا بمآثرهم يعز نظيرهما في معظم آثار المستشرقين”، ومضيفا أنه أغفل في هذه الترجمة الفصل الأخير من الكتاب وعنوانه “مشكلات العالم العربي الحاضر”، لاختلافه مع المؤلف في كثير من القضايا ووجهات النظر التي أثارها فيه، ولأنه يعتقد أن الحقبة التي يتطرق لها ذلك الفصل لا تزال في حاجة للدراسة، ولا تزال أحداثها موضع نقاش كبير.

   أما لاندو، صاحب هذا الكتاب، فقام بإهداء مؤلفه، باحترام عميق، إلى صاحب الجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ملك المغرب، مؤكدا فيه أن أهمية الإسلام والعرب لا تكاد تحتاج إلى توكيد في عهد تكفي فيه النظرة الخاطفة إلى صحيفة من الصحف اليومية، لإظهار مدى ارتباط مستقبل العالم الغربي بمستقبل الشرق الأدنى، مهد الإسلام والعروبة، ومشيرا أن الحضارة الغربية، ابتداء من الفلسفة والرياضيات إلى الطب والزراعة، مدينة للحضارة الإسلامية بشيء كثير.

   وبخصوص ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، يقول هذا المستشرق المنصف والموضوعي في هذا المصنف: “والواقع أن كثيرا من المترجمين الأوائل لم يعجزوا عن الاحتفاظ بجمال الأصل فحسب، بل كانوا إلى ذلك مفعمين بالحقد على الإسلام إلى درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحامل والتغرض. ولكن حتى أفضل ترجمة ممكنة للقرآن في شكل مكتوب لا تستطيع أن تحتفظ بإيقاع السور الموسيقي الآسر، على الوجه الذي يرتلها به المسلم، وليس يستطيع الغربي أن يدرك شيئا من روعة كلمات القرآن وقوتها، إلا عندما يسمع مقاطع منه مرتلة بلغته الأصلية”.

   وعن دواعي تأليف هذا الكتاب، يشير هذا الباحث موضحا: “لقد باشرت تأليف هذا الكتاب نزولا عند رغبة طلابي الموشكين على التخرج، وأن بعض مادته لمبنية على محاضراتي في قاعة التدريس”، مبرزا أن طلبته بالدراسات العليا هم الذين ساعدوه على إخراج هذا الكتاب إلى الوجود.

   وفي شأن القيمة العلمية لهذا الكتاب، وبعد تقديم مجموعة من الملاحظات حوله، يقول الباحث في القرآن وعلومه عمر بن إبراهيم رضوان، في الجزء الأول من كتابه “آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره، دراسة ونقد”، الصادر، في طبعته الأولى، عن دار طيبة بالرياض سنة 1992: إن هذا “الكتاب من أقرب الكتب للإنصاف، وفيه يظهر المؤلف إعجابا بالعرب وبمآثرهم”، مضيفا أن “الكتاب يعتبر من أفضل الكتب المختصرة في تاريخ العرب والحضارة العربية والإسلامية”، ومشيرا أنه “أمر طيب أن يكتب كاتب غربي لبني جنسه كتابات تظهر للعرب بعض المآثر والمزايا التي أخفاها غيره، بل وشوهوا كثيرا منها وسرقوا بعضها ونسبوها لبني جنسهم”.

   إن لاندو من طينة الباحثين الذين يتمتعون بمصداقية وتقدير كبيرين في الأوساط الفكرية والعلمية العربية والإسلامية، لكونه أسدى خدمات جليلة، من أجل إبراز مدى تأثير الحضارة الإسلامية في نهضة وإشعاع أوروبا، والتعريف بجمال وتاريخ المغرب، ونظرا لأنه خلف إرثا ثقافيا وعلميا غنيا ومتنوعا يشي بموسوعية البحث وعبقرية الفكر، توجد أهم مكوناته بمجموعة من مراكز البحث العلمي في عدة مناطق من العالم، خصوصا بقسم المجموعات الخاصة، التابع لمكتبة جامعة المحيط الهادي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يدرس. وقد آن الأوان للباحثين أن يهتموا بهذا الإرث العلمي القيم، في بعده الاستشراقي والتاريخي.

*عبد الرزاق القاروني، صحفي وباحث مغربي

 

  

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت