مقدام عبد الهادي
في حادثة مؤلمة ومفجعة لكل من علم تفاصيلها جاءت لتؤكد النظرة المادية لكثير من العقليات البائدة لبعض من أسندت لهم أمور تدبير المرافق العمومية بمدينة مراكش، التي لطالما تشدقت بالبعد الخدماتي لها. طويت أمس الأربعاء تفاصيل معاناة عائلة متأثرة بحالة الصدمة واللامبالاة نتيجة وفاة أحد أبنائها بوباء كوفيد في أحدى المصحات الخاصة بالمدينة ولم تجد مخاطبا من الشرطة الجنائزية التي يترأسها رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش.
هذه هي تفاصيل الحالة التي شهدت ” كلامكم” تفاصيلها فجر يوم أمس الأربعاء بعد أن أدخلت الشاب المصاب بكوفيد أحد المصحات الخاصة في حالة حرجة استقرت على دخول المرض لغرفة الانعاش قبل أن يلفظ أخر أنفاسه بالمصحة، بعد ان أزداد وضعه الصحي سوء بسبب الوباء اللعين. مما استدعى إدارة المصحة إلى إخبار أهله لمحاولة نقله عبر سيارة خاصة تابعة للمكتب الصحي البلدي لدفنه تحت القانون المعمول به في مثل هذه الحالة المصابة بالوباء، بحكم أن هذا القانون أسند إلى رئيس الملجس الجماعي باعتباره رئيس الشرطة الجنائزية وهو من يعين مكلف بالمكتب الصحي ويمنحه الصلاحية لمتابعة موتى المدينة.
وبحسب رواية مصادر الجريدة، فإن الاتصالات التي خاضتها عائلة المتوفي وادارة وبالضبط ب( المسؤول عن استقبال المكالمات بالمصحة بالمكتب الصحي الجماعي لحفظ الصحة) للقيام بنقل جثة الهالك وفقا للشروط المعمول بها كله باءت بالفشل، ليتم اللجوء إلى إدارة مندوبية وزارة الصحة بمراكش من أجل التدخل وتوفير السيارة الخاصة لنقل الضحية ودفنه، مضيفة أنه لم يكن أمام مسؤولي المندوبية الا الاتصال المتكرر بإدارة المكتب الصحي بمراكش وبالضبط بالمسؤول الأول عن المكتب والذي عينه رئيس المجلس الجماعي، لعله ينقذ الموقف ويبعث بسيارة خاصة لنقل المتوفي ودفنه بطريقة لا تشكل خطرا على المجتمع، إلا أن مسؤولي المندوبية اصطدموا بردة فعل اللامبالاة من طرف المسؤول الأول عن المكتب الصحي والذي خاطبهم بجلب سيارة ونقل الضحية ودفنه دون مراعاة الوضعية الوبائية التي تتتطلب طقوس خاصة لدفن ضحايا كوفيد.
بعد نحو ساعات من الانتظار وبعد الموقف الذي سجلته إدارة المصحة الخاصة وجهود وتوجيهات المسؤولين في مندوبية الصحة بمراكش التي لطالما تدخلت من أجل حل قضايا شائكة في مجال الصحة. وبعد الموقف الذي سجله عائلة الضحية ، بعد هذين الموقفين كان لا بد لمسؤولي المندوبية أن يبذل ما بوسعهم لدفن الضحي، ليتم الاتصال المباشر بمسؤولي ولاية جهة مراكش آسفي، حيث تدخل الكاتب العام تحت إشراف ولاي الجهة كريم قسي لحلو ووفروا سيارة إسعاف خاصة لنقل الضحية ودفنه.
ولكن ملف هذه القضية يجب أن يفتح ليحاسب المسؤول عن مخالفة أنظمة الطوارئ، في المكتب الصحي البلدي لمراكش، القاضية باستقبال أي حالة طارئة في أي مستشفى خاص أم حكومي، خصوصا موتى وباء كوفيد، الذين خلفوا عائلات مكلومة لم يكن لهم حول ولا قوة إلا التسليم للقضاء والقدر مفعلاً كل ما حدث من تفاصيل حتى لا يقع فيما يخشاه من أن يقطع الامل في الله وتصبح مصيبته مصيبتين وإن شئت فقل مصائب.
للإشارة حاولنا الاتصال بإدارةالمكتب الصحي الجماعي لحفظ الصحة بمراكش، من أجل استقراء رأيهم حول هذه القضية، إلا أنه اتصالاتنا باءت كلها بالفشل.
