أونامير في العالم الأرضي: تجربة شعرية واستعادة تأويلية خلاقة لرموز التراث المتوسطي من قبل الشاعر إبراهيم أكيل.

أونامير في العالم الأرضي: تجربة شعرية واستعادة تأويلية خلاقة لرموز التراث المتوسطي من قبل الشاعر إبراهيم أكيل.

- ‎فيآخر ساعة
524
0

 

 

أصدرت منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في إطار سلسلة شعر ضمن مشروع تالا للبحث والإبداع الأدبي الأمازيغي عملا شعريا جديدا للشاعر الأمازيغي إبراهيم أكيل، تجربة شعرية تسافر في عوالم المتخيل والميثاث الأمازيغية، نص واحد اختار كتابة سيرة شعرية لحمو أونامير وهو يهبط إلى العالم المعاصر ويسير في البلاد الأمازيغية ويذرع الشوارع ومسالك القرى العزلاء في بلاد الأطلس ، يقوده ” الأمارك ” بكل كثافته الدلالية ويتذكر أنداده العائدين إلى الأرض وأشباهه المرتابين والممسوسين بلوثة الترحال والمنجذبين إلى غوايات العوالم السفلى ، عمل يجمع بين الأتوبيوغرافي والرسالة والكتابة الرحلية لسرد تفاصيل العودة إلى الزمن الأرضي، موجها بالرغبة في استعادة طفولته الأولى، يتأمل أونامير التراجيديا البشرية وهشاشة الكائن وتمزقه في العالم ومكابداته من أجل المعنى، ساخرا من كل أشكال الجد الزائدة عن الحد ، وفي معابره يكاد يشبه الشعراء الجوالين في حلهم وترحالهم من بلاد إلى بلاد، تفيض تأملاته بسخاء نادر ، يسم شخصية أونامير التي تسكن جل النصوص والسجلات الأدبية الأمازيغية، بانيا أشعاره بلغة بسيطة مستقاة مما تسقطه من ألسنة الناس ، مخضبا جدران بيته الرمزي بدمه الذي وشم قطرته الذاكرة، لم يفكر الكائن الشعري لابراهيم أكيل في اللقاء بالنسر الذي سافر به إلى السماء السابعة، ربما لأنه اقتدى بوصية الشاعر صدقي علي أزايكو لما كتب:
ADar inu ar ittidu tasanu kmmin
A gis inghan igidr lli kkusigh nkkin

اختار الشاعر إبراهيم أكيل أن يخب بكائنه الشعري في ليل الزمن المعاصر المحتجب خلف الكمامات ، الكائن الشعري الذي لا يواري في مدافن الأعماق جثة النسر فحسب، ولكنه يواري أيضا جثثا متفسخة لأحلام تبخرت كما لو خيط دخان.
وأبرز الشاعر إبراهيم أكيل أن هذه اللتجربة هي خلاصة رؤية شخصية لواقع مرتبط وممتد، مرتبط بجذوره التاريخية في ذاكرتنا المتعددة الأبعاد، ولا زالت تمارس بكل أشكالها المعرفية من خلال رموزها التي تتشكل في الواقع بتمظهراتها المختلفة، فالعمل قراءة للواقع من خلال موروثنا في شكل إبداعي ورمزي يتوخى نفض الغبار عن المسكوت عنه،فالشعر بحسبه مجال القول والإبداع والبوح عن خلجات النفس، يتيح فهم ماهو غامض، لأن المتلقي في حاجة إلى هذا الإبداع الممتلئ بهذه الرموز والأساطير ليتعرف عليها في أشكال إبداعية جديدة، لكي لا تنسى.
حمو أونامير واحد من هذه الرموز، من خلالها تم استنطاق الواقع الاجتماعي، فهو المعبر بشكل صريح عن آمال وألام الشعوب، التي تتوخى الانعتاق ، فكان صريحا في انتقاد حالهم وأوضاعهم الاجتماعية والطبقية…
وأضاف إبراهيم أكيل إن أونامير هو ما ينبغي أن يكون متوفرا في حامل الوعي المستنير، فرغم رمزية أونامير في حكايته، فإنه مرتبط بالأرض رمزا للتشبث بالمادي، الذي ترك الحياة المثالية والفردوسية والاستجابة لإلحاح أمه والعودة إلى الأرض، والقطع مع فكر وواقع لا ينتمي إليهما، ما فعله أونامير كان يتوخى منه تغيير واقع أفسدته التقاليد التي جعلت الحب جريمة وجعلت الفقيه يتدخل في شؤون المجتمع بشكل كبير، إن المناضل الطبقي هو مغامر مثل أونامير، التضحية لديه هي غاية للتعبير عن صدق إيمانه وليست مجرد وسيلة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت