إعداد الدكتور حسن المازوني.
بحكم الصلات التي جمعت بين شيخ الزاوية الامغارية محمد بن سعيد المصلوحي (1872-1908) وولي عهد السلطان محمد بن عبد الرحمان و خليفته بمراكش المولى الحسن بن محمد الذي تولى السلطنة سنة 1873 .
شيد شيخ الزاوية الأمغارية إقامة خاصة بمناسبة زيارات سلاطين الدولة العلوية الشريفة منذ عهد السلطان محمد بن عبد الرحمان، هذا الأخير كانت له زيارات متكررة لضريح مولاي عبد الله بن احساين. فآثر شيخ الزاوية تكريم وفود السلطان بتشييد إقامة خاصة بهم ، رعي فيها النمط المغربي الأصيل في فن العمارة، بحيث شيدت على مستوى عالي و بتقنية رفيعة وعجيبة . تتكون هذه الإقامة البديعة البنيان والزخرفة من قبة في غاية الإبداع العمراني ، فهي تحفة معمارية ، اشتهرت هذه القبة بقبة السلطان ، حيث كان يقيم فيها منذ أن كان خليفة على مراكش .
وقد مثل هذا الحدث التاريخي رمزية خاصة في ذاكرة الشرفاء الأمغاريين .
تعتبر القبة معلمة عمرانية ، فهي تضم فضاءا خاصا بالسلطان، فيما بقية مكونات الإقامة تتكون من حمام ومطبخ وحدائق أبدع فيها شيخ الزاوية لدرجة أنه كان يحاكي ا حدائق بابل المعلقة من حيث الهندسة والجمالية. فهي توجد في الطابق الأول حيث الإقامة السلطانية، وكانت تسقى بنظام عصري جلبت مياهه من صهريج يبعد بمسافة أربعة آلاف متر عن هذه الإقامة ، صممه أحد المهندسين الأجانب، إضافة إلى هذه المرفقات الداخلية هناك قبة على المستوى الأعلى ولها منفد خارجي و مدخلين للإقامة السلطانية . تعتبر هذه القبة جوهرة فتية معمارية .
إن أهمية هذه المعلمة الحضارية التي أبدعها مولاي الحاج المصلوحي تستدعي منا جميعا صيانتها والعمل على تثمينها كنز حضاري وكتراث مادي .
أشكر الأستاذ المؤرخ محمد المازوني على إفادتنا بالمعلومات التاريخية، بحكم إنجازه أطروحة الدولة في تاريخ حول الزاوية المصلوحية والمخزن تحت إشراف الدكتور إبراهيم بوطالب بجامعة محمد الخامس سنة 2002.
يتبع.