ومع
خلدت المدينة الحمراء، اليوم الثلاثاء، الذكرى 16 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتنظيم يوم تواصلي حول “كوفيد-19 والتعليم .. الحصيلة والآفاق من أجل تحصين المكتسبات”.
وفي هذا الإطار، تمت دعوة أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة مراكش ورؤساء اللجان المحلية للتنمية البشرية وممثلي قطاع التعليم وفعاليات المجتمع المدني للتداول حول تأثير جانحة كورونا على التعليم والتدابير المتخذة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للمساهمة في التصدي لتداعيات الجائحة.
وبالمناسبة، ذكر والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، السيد كريم قسي لحلو، أن الحرص على تعليم جيد يضمن تكافؤ الفرص، هو من صميم أهداف وتوجيهات المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كما جاء في الرسالة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الموجهة للمشاركين في المؤتمر الوطني الأول للتنمية البشرية المنعقد في شتنبر 2019 بالصخيرات.
وأوضح السيد قسي لحلو أنه تنفيذا للتدابير الاحترازية والوقائية التي أعلنتها السلطات العمومية ببلادنا، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انخرطت في تفعيل هذه الإجراءات الاحترازية من خلال رصد اعتمادات مالية استثنائية للمساهمة في التصدي لآثار الجائحة كوفيد و قدرها 7,3 مليون درهم.
وخصصت هذه الاعتمادات لاقتناء تجهيزات ومواد التنظيف ومواد الوقاية من فيروس كوفيد- 19 لفائدة وحدات التعليم الأولي بعمالة مراكش، والتكفل بمصاريف تسيير المراكز الاجتماعية التي تأوي الأشخاص في وضعية صعبة واقتناء التجهيزات اللازمة والآنية للمراكز الاجتماعية وتهيئة وتجهيز وتسيير دور الولادة، وكذا اقتناء التجهيزات الطبية الصغری.
وبالموازاة مع ذلك، باشرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مجموعة من التدخلات في مجال دعم التمدرس، ضمن برنامجها الرابع المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، لاسيما محور دعم التعليم الأولي في المناطق القروية أحد المحاور الرئيسية نظرا لوقعه الكبير ومساهمته في تحسين الولوج إلى التعليم الابتدائي، وتحسين المسار التعليمي بشكل عام.
وأشار المسؤول الترابي إلى أنه منذ إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2019، تمت برمجة 97 وحدة للتعليم الأولي بالوسط القروي منها 50 وحدة مشغلة. ويستفيد من هذه الوحدات التي تؤطرها 122 مربية 2608 طفل وطفلة.
كما تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية كبرى لتشجيع التمدرس ومكافحة الهدر المدرسي من خلال تعزيز الأنشطة الموازية والتوجيه والدعم المدرسي لفائدة التلاميذ المنحدرين من أوساط هشة.
وفي هذا الإطار، تم اقتناء 25 حافلة للنقل المدرسي لفائدة أكثر من 720 تلميذا وتلميذة، وبناء وتهيئة وتجهيز وتسيير دور الطالب (ة) التي وفرت خدمات الإيواء لأكثر من 11.400 تلميذ (ة) وتحسين خدمات دور الطالب والطالبة ودعمها بمنح مالية لتغطية مصاريف التسيير.
وسعيا منها لتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، تميزت سنة 2020 بتعزيز خلق فرص الشغل وإنعاش الحس المقاولاتي لدى الشباب، حيث تم إحداث في إطار التمويل المباشر للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 61 مقاولة صغيرة، ستمكن من خلق 571 منصب شغل.
وبالموازاة مع ذلك، تم إعطاء انطلاقة تفعيل المحور المتعلق بتطوير سلاسل الإنتاج والذي يستهدف التعاونيات المحلية والمجموعات ذات النفع الاقتصادي.
وتميز هذا اللقاء التواصلي بتقديم ثلاثة عروض، خصص العرض الأول لحصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنتي 2019 و2020 على مستوى عمالة مراكش، فيما تناول العرض الثاني موضوع کوفید-19 وتأثيره على التعليم.
أما العرض الثالث، فقد تم من خلاله تسليط الضوء على آثار جانحة كورونا على التعليم الأولي بالوسط القروي على مستوى عمالة مراكش والتدابير المتخذة لحماية الأطفال المتمرسين والمربيات من الإصابة بفيروس كورونا (کوفید-19).