نورالدين بازين
يرى المشاركون في الدورة العادية للمجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بمراكش المنعقدة يوم العاشر من هذا الشهر، و ترأسها الكاتب الاقليمي الاستاذ محمد مبتهيج والأستاذ يونس ابوسكسو مبعوث اللجنة التنفيذية المكلف بالتنسيق على مستوى اقليم مراكش، أن الوضعية الحرجة التي تعيشها بلادنا بفعل الجائحة تستلزم وعيا حكوميا بفداحة الوضع، و بالإشكالات الاقتصادية و الاجتماعية التي باتت تعرفها بلادنا، و أن تكرار إصدار القرارات غير المدروسة يزيد من حدة الاحتقان الاجتماعي القائم أساسا على غياب استراتيجية تواصلية ، و على عدم الاكتراث لملاحظات و تنبيهات مختلف الفرقاء المدنيين و السياسيين و مجمل مؤسسات الوساطة.
و على المستوى المحلي و الإقليمي و الجهوي سجل مجلس الاقليمي لحزب الاستقلال التهميش الواضح الذي تمارسه الحكومة إزاء مدينة مراكش باعتبارها أكثر المدن تضررا من تداعيات جائحة كورونا، و هي المدينة التي يقوم اقتصادها “للأسف ” فقط على القطاع السياحي مما جعل توقفه يعني نقصا حادا في الموارد المالية التي كانت تستفيد منها، و يعني خسارة للآلاف من فرص الشغل المباشرة و غير المباشرة، مع ما يستتبع ذلك من انعكاسات على أوضاع الأسر الاجتماعية التي باتت مهددة بالفقر و الهشاشة .
كما سجل الاحتجاج الحاد على قرارات الاغلاق في الثامنة خلال شهر رمضان دون تقديم بدائل للقطاعات و الفئات المتضررة و منها أرباب المقاهي و المطاعم و المهن الحرة و الحرف التي يعتبر الشهر الفضيل -إلى جانب قيمته المضافة الروحية- فرصة لتدارك بعض الخسارة الفادحة التي لحقت بمواردها منذ سنة مضت .
واعتبر المجلس الاقليمي القرار الحكومي بشأن الاغلاق في الثامنة خلال شهر رمضان يعني بطريقة مباشرة تعويض المتضررين بشكل يحفظ كرامتهم و يجنبهم تراكم الخسارة المادية التي تفاقمت خاصة بمراكش و الجماعات المجاورة لها.
ونبه إلى تقاعس المجلس الجماعي لمراكش عن القيام بأدواره خاصة الاجتماعية منها و التي تفترض قيادته لجهود المواكبة و الدعم الاجتماعيين للأسر الأكثر تضررا و للقطاعات الأكثر هشاشة في الظرفية الحالية و و بالتحديد المشتغلين بساحة جامع الفنا من رواد الحلقة الذين بات اغلبهم يعيش حالة فقر مدقع رغم أدوارهم التي كانوا يقومون بها في بعث الحياة بأبرز الساحات التراثية العالمية، و هو الأمر الذي يسري على كل الفئات المتضررة بالمدينة و أحوازها من صناع تقليديين و مهنيي النقل السياحي و غيرهم الذين يستحقون وقفة مسؤولة تعبر عن العرفان بجميل خدماتهم التي بوأت غيرما مرة مدينة مراكش موقع الريادة العالمية.
واستنكر التأخر في إصدار دفتر تحملات دعم الجمعيات التي بإمكانها تقديم دفعة قوية لخدمات القرب و التخفيف من الأثر النفسي و المادي لجائحة كورونا . على اعتبار الأدوار الهامة التي تضطلع بها جمعيات المجتمع المدني و المكملة لعمل المؤسسات العمومية و المنتخبة.
ودعا المجلس المذكور لتأهيل البنيات الصحية بالجماعات القروية بالاقليم و تمكينها من لوازم فحص كورونا ومن العدد الكافي من الاطر الصحية بغرض تخفيف الضغط على مستشفيات مدينة مراكش تحسبا لأي طارئ يهم التطورات التي يعرفها انتشار فيروس كورونا و انواعه المتحورة، مع تسريع وتيرة تقديم اللقاحات .
واستغرب ضعف تدخل مجلس عمالة مراكش و مجلس جهة مراكش آسفي من أجل تكثيف جهود مواجهة تداعيات أزمة كورونا، علاوة على الدعوة إلى تفعيل الدور الاجتماعي للمجلس الأول ، و تنبيه مجلس الجهة لمجال تخصصه في تفعيل و تحيين التنمية الاقتصادية .
وسجل رداءة الخدمات العمومية المقدمة بالمجالات الحضرية المتواجدة بجماعة حربيل تامنصورت خاصة التعليم و الصحة و النقل في ظل قلة المرافق العمومية و استغراب تأخر إنجاز العديد منها رغم توفر التمويل اللازم لبنائها، مطالبا المجلس الجماعي لمراكش بتوضيح مآلات المشاريع المبرمجة في إطار برنامج عمل الجماعة 2017/2022 من أجل تمكين الرأي العام من كل التعديلات التي قد تلحقه بفعل تداعيات جائحة كورونا .