بيان مالكة العاصمي مارس 2021
من أجل كتلة وطنية
إن ما تراكم على الساحة الوطنية في العقود الأخيرة من مجموع الأنشطة والوقائع والأحداث، يشكل خلاصات، ويؤسس مطالب حاسمة ومسؤوليات على القوى الوطنية المغربية، يمكن إجمالها فيما يلي.
1 – إن الكتلة التاريخية ومجموع القوى الحية الوطنية المغربية ما زالت مسؤولياتها قائمة لاستكمال تحرير الوطن وتقوية وحدته الداخلية وبناء مشروعه التنموي النهضوي الشامل.
2 – وإن تفكك هذه البنية أدى إلى التشرذم والضعف، وسمح بأنواع من الاختراقات التي شلت طاقاتها الحية وفعالياتها، وعملت على تزييف وعيها، بهدف تمرير سياسات ومخططات هدامة.
3 – إن الشعب المغربي يسائل بنياته المخلصة عن تركه نهبا لذوي المصالح، وحيدا أمام مصيره، وإن الأجيال الجديدة، وإن مستقبل الوطن، جميعا يسائلونكم.
وتبعـــا لذلك،
على المستوى الوطني
فإنه يتعين على القوى الوطنية المبادرة إلى حوار بيني معمق عاجل، للالتقاء على حد أدنى وأولويات، ينهض فيها كل بمسؤولياته التاريخية العاجلة في حماية الوطن والمواطن من مخاطر كثيرة تتهدد حياته ومستقبله ووحدته.
على المستوى المغاربي
تعتبر أقطار وشعوب المغرب كتلة واحدة موحدة وشعبا واحدا لا يقبل ولا يمكن أن يقبل الدخول في صراعات وصدامات من أي نوع. ويتعين على القوى الوطنية التاريخية أن تنهض بمسؤولياتها في إعادة اللحمة لأقطارنا المغاربية، ولشعبنا الواحد الموحد. وعليها إيجاد القواسم المشتركة بين سياساتها لتثبيت الأمن والتعاون والإخاء.
على المستوى العربي والإسلامي
بصرف النظر عن جذور التاريخ ونقاشاتها، فإن مجالات المشرق والمغرب عاشت أربعة عشر قرنا من الوحدة العرقية والثقافية والمصيرية، وتشكلت كتلة متراصة تحت قيم وثقافة الدستور القرآني، وهي اليوم في محك المستقبل، ترفض الترديات والخلافات، وتطالب بالالتزام بقيم هذه الوحدة الحضارية التاريخية المصيرية تحت سقف ذلك الدستور ومتطلبات العصر.
على المستوى الدولي
تسير الحضارة المعاصرة في اتجاهات نكوصية على كافة مستويات: حقوق الإنسان، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والأمم، وتأجيج النزاعات والحروب، وعدم احترام السيادات الوطنية. وعلى مستوى القيم الإنسانية: بسيادة المصالح الشخصية والشوفينية على المصالح الإنسانية والقيم العامة، وإشاعة الأضاليل، وتزييف الحقائق، وتطبيع الانحرافات الفكرية والسلوكية والاستغلال كواقع عالمي جديد.
ويعرف العلم والبحث العلمي تطورات متوحشة مفترسة، تحيد به عن وظيفته الإنسانية التي أرستها القوانين الوضعية والسماوية جميعا، وقد كشف فيروس كورونا المستجد عن هذا التنكب الصارخ للعلم والبحث العلمي عن تطوير الأدوية والعلاجات ووسائل الأمن الصحي والغذائي وما يفيد البشرية، فيما تسابق لابتكار آليات الدمار والاستقواء في الكون كنزوعات عدوانية غير إنسانية. وتجد هذه النزعة غير الإنسانية أسسها في تغييب العلوم الإنسانية في التخصصات التعليمية العلمية.
ويتعين الحذر مما يتهدد مستقبل البشرية من مخاطر، والعمل بكل الوسائل على تجنبها والتوعية بها، والتنبيه لما ينجر إليه العالم من عنف فكري وعسكري ونشر لقيم الاستغلال والتغول، بدل القيم الإنسانية العليا والمثلى.
دمتم ودامت لكم مزية الوطنية الصادقة.