مخجل ومؤسف جدا ذلك الموقف المريب والمخالف للإجماع الوطني والجمهور الرياضي على الخصوص، الصادر عن اللاعب الدولي السابق والمتميز عبد السلام وادو، الذي كان يلعب في مركز خط الدفاع لأسود الأطلس، من خلال إعلانه المباغت عن مساندته الكاملة للمرشح خير الدين زطشي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم على حساب ابن بلده فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية في سباق عضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي لكرة القدم ال”فيفا”.
وهو الموقف الذي أثار حفيظة أبناء الشعب من كل جهات البلاد، واعتبره الكثير من الملاحظين والمهتمين بالشأن الرياضي حتى من خارج الوطن موقفا ملتبسا ومسيئا ليس فقط لشخص فؤاد لقجع وحده أو لكرة القدم المغربية، بل هو إهانة لكل المغاربة الذين طالما تغنوا باسمه ودفاعه المستميت عن راية الوطن مع منتخب أسود الأطلس. ولكن ليس له اليوم أي مبرر في إقدامه على مثل هذا السلوك المشين مهما كان هناك من خلافات بينه وبين لقجع أو غيره، لاسيما في ظل الحرب الإعلامية الهوجاء والمغرضة التي يشنها حكام قصر المرادية من جنرالات الجزائر الشقيقة على بلادنا.
إذ بالرغم من كل ما أثير حوله من لغط إبان توليه العارضة الفنية لسندباد الشرق وما حصل من مشاكل منذ البداية، وما نسب إليه خلال شهر دجنبر 2020 من اعتداء على سائق حافلة النادي في الطريق إلى مدينة الدار البيضاء لمواجهة الرجاء العالمي، اعتبرنا آنذاك أن القضية لا تعدو أن تكون مؤامرة مدبرة من جهة ما بهدف تلويث سمعته والإطاحة به من تدريب فريق المولودية الوجدية، لأننا نعتبره لاعبا خلوقا ولا يعرف معنى للخشونة سواء منها البدنية أو اللفظية. إذ لم يكن يتأخر أبدا في تقديم التضحيات المادية والمعنوية لوطنه، بالإضافة إلى تألقه في الدفاع عن ألوان المنتخب طوال عشر سنوات من عام 2000 إلى 2010، شارك خلالها في حوالي 60 مقابلة دولية وبلغ معه المقابلة النهائية لكأس الأمم الإفريقية عام 2004 التي أقيمت في تونس، وآلت نتيجتها لصالح البلد المضيف ب(2/1)
بيد أن ما عرف عنه من صراحة وجرأة وحب للوطن، لا يشفع له البتة باقتراف خطأ بمثل هذه الفداحة في حق واحد من أبناء وطنه البررة الذي أعطى ومازال يعطي الكثير من الوقت والجهد من أجل النهوض بالكرة المغربية، من حيث السهر على التدبير الجيد وتحسين البنيات التحتية والتكوين. مما أدى إلى إشعال مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات التي وصل بعضها إلى حد التخوين، والمطالبة بعدم السماح له مستقبلا بشغل أي منصب داخل المنظومة الكروية المغربية، دفاعا عن لقجع الذي يسعد المغاربة كثيرا فوزه بالعضوية في أعلى جهاز تنفيذي، لتدبير كرة القدم العالمية.
فكان من الطبيعي أمام موقفه المعادي لمصلحة بلده الأم، الذي هيأ له كل الظروف المناسبة للتألق الرياضي كلاعب وكمدرب، وضربه بعرض الحائط لكل ما قدمته له أسرة كرة القدم المغربية من دعم خلال مساره الكروي، أن تدخل على الخط كل من ودادية المدربين المغاربة والعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، لاستنكار خرجته الإعلامية غير المحسوبة العواقب عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، فضلا عن رسائل الأندية الوطنية التي تعبر من خلالها عن شجبها بتصريحات “وادو” غير السوية والبعيدة كل البعد عن القيم والأخلاق الوطنية، التي يفترض أن يتحلى بها أفراد أسرة كرة القدم الوطنية في الانتصار لكل قضية تخدم مصالحها.
ولنا أن نتساءل بعجالة واستغراب هنا والآن، هل كان من الضروري أن يلجأ اللاعب الدولي السابق عبد السلام وادو إلى هكذا موقف الذي يرى فيه البعض مجرد رد فعل متهور ضد رئيس الجامعة المغربية لرفضه الوقوف إلى جانبه في خلافه مع فريقه الذي فك الارتباط بشكل أحادي مهين؟ ثم ألا يشكل دعمه لممثل الجزائر خير الدين زطشي، رسالة ود ورد الجميل لصديقه وزميله السابق مدرب المنتخب الجزائري أو ثعالب الصحراء جمال بلماضي، الذي عينه مساعدا له خلال المعسكر التحضيري لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2021، حيث سبق أن أعرب عن سعادته بمثل هذه الفرصة التي أتاحها له في اتجاه تعميق تكوينه وتيسير مهمته في الحصول على شهادة ” ويفا برو” التي تخول له ممارسة التدريب الدولي على أعلى المستويات؟
إننا إذ ندين بشدة ما أقدم عليه اللاعب الولي السابق عبد السلام وادو من تصريحات إعلامية مستفزة تسيء إلى سمعة البلاد، نرفض الاستمرار في مهاجمته واتهامه بخيانة الوطن، وندعوه إلى الكف عن عناده وتهوره والتعجيل بالاعتذار العلني، حفظا لماء الوجه. وفي ذات الوقت نعلن عن مساندتنا الكاملة واللامشروطة لممثل المغرب في منافسته على عضوية المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي، متمنين له كل التوفيق في الفوز ومواصلة الطريق في اتجاه تطوير كرة القدم على المستويين المحلي والدولي.
اسماعيل الحلوتي