نورالدين بازين
اعتبر مهتمون بالشأن السياسي والحزبي المغربي، عودة القيادي السياسي حميد نرجس إلى حزب الأصالة والمعاصرة، لخوض الانتخابات التشريعية بإقليم الرحامنة مهد تأسيس حزب البام، خطوة لإنقاذ الحياة السياسية بحزب التراكتور وإعادة هيكلته وطنيا لانقاذه من وضعه المتردي،مؤكدين أهمية الرجل لتوحيد التيارات المتناحرة في صمت وتقضي على حالة الترهل والتراخي الموجودة بينهم في ظل تآكل شعبيتهم في الشارع المغربي، لافتين إلى ضرورة التخلي عن الوصولية والمصلحة الشخصية حتى يمكن إنقاذ الوضع الحزبي في الأصالة والمعاصرة الذي أصيب بحالة اضمحلال وتراجع كبير منذ ان قدم نرجس استقالته من الحزب.
التشخيص للواقع السياسي لحزب “البام” لا يتم التطرق إليه بشكل اعتباطي، في هذه الفترة التي لم يعد هناك أي مجال للشك أو حتى للنفي، أن المغرب دخل مرحلة تحدي جهوي وإقليمي ودولي، وهي الفترة التي لم تعد تنفع معها كل أنواع الخمول والانتهازية، وتتطلب أحزابا قوية و رجالات سياسية تستوعب المرحلة بكل تجرد وتفان، وهي الاشارات التي التقطها القيادي حميد نرجس .. فالمرحلة المقبلة من الحياة السياسية المغربية مرحلة الرجل بكل ما تعنيه الكلمة.بالفعل المغرب وصل إلى مرحلة حرجة في تاريخه السياسي الحديث وتستوجب استراتيجية حزبية واضحة المعالم ، ليس لأصحاب المصالح الشخصية مكانا لهم فيها.
إن تشكيل صورةٍ متكاملة ومتابعة لواقع حزب الأصالة والمعاصرة اليوم ، يضع الجميع أمام واقع جديد / قديم فيبقى الأجدر ويختفي من لا يتصرف وفق مبادئ الحزب وتشريعاته التي تم تأسيسها منذ البداية، عندها يُصان الحق النضالي ويجد المناضلون والمناضلات -الذين حصدتهم ماكينة الإقصاء – ضالتهم، في سبيل ترسيخ الثقافة البامية التي شرعها المؤسسون. القوة الثانية في البرلمان المغربي غير أنه غير ديناميكي داخل بيته الداخلي.
ويرى المتتبعون أن عودة حميد نرجس للمشهد السياسي عبر بوابة حزب الأصالة والمعاصرة، والذي يعد من مؤسسيه الثلاثة المعروفين، سيشهد ديناميكية ملموسة ميدانيا، ويسعى إلى تأمين عودة قوية للحزب في هذا المشهد السياسي المبكي، لكن بلاعبين أقوياء لا يغلبون مصالحهم الشخصية على الحزب ومن خلاله مصلحة البلاد العليا.
إن أهمية إدراك مناضلو ومناضلات حزب البام للرصيد الشعبي لحميد نرجس والعمل الجدي المشهود له به، وقدرته على اللعبة السياسية ، سيكون من أجل تحقيق حراك سياسي حقيقي يخدم البلاد والعباد، فمشكلة حزب التراكتور تكمن في أنه أصبح حزب الذات وهي ” الأنا المهدمة” ويحتاج إلى رجل يوحد ولا يقصي أحدا .. وخير دليل أن كلمة ترديد كلمة ” إرحل ” في المؤتمر الوطني الأخير للحزب كادت أن تعصف بمجهودات المؤسسين ويصير حزب البام في خبر كان لولا الألطاف الإلهية… وهذا موضوع آخر سنعود إليه بالتفصيل لاحقا..