لحسن معتيق
يشهد اقليم الحوز تساقطات ثلجية في اغلب مناطقه الجبلية تكثر او تقل حسب ما يجود به رب السماء ، تمتد في بعض السنوات ، كما هو الشأن هذا العام ، لتشمل امتار معتبرة من سافلة المرتفعات التي تعرف تساقط الثلوج عادة ، حيث تضيف الى لائحة تغطيتها مزيدا من الدواوير التي ناذرا ما تصلها التساقطات الثلجية ومعها اعداد اكبر من السكان ، تحاصرهم وتفرض عليهم ضنك العيش لأسابيع معدودة لكن تعيد لهم بعدها حياة افضل بتوفير الماء العمود الفقري للحياة والعيش الكريم .
وتعد الثلوج نعمة على البلاد والعباد فهو اضافة الى مناظره الخلابة تفرح القلب وتريح العين ، فإنها تعيد الحياة للفرشة المائية وتنعشها ومعها تنتعش الابار والعيون في المناطق الجبلية كما في السهول باطنيا او فوق سطح الارض بعد ذوبانها مياها جارية تسقي الارض والانسان ومن خلالهما الحيوان ، فهي بذلك مصدر ما جعل الله منه كل شيئ حي .
كما تعد ملاذا لهواة رياضات التزحلق يمارسون هوايتهم بعيدا عن مقر سكناهم يجمعون بذلك بين متعتي ممارسة الرياضة والسفر تمدهم بنفس جديد في العمل والعطاء ، ومن خلالهم ومع زوار مناطق تساقط الثلوج تنتعش جيوب ، ولو بشكل موسمي ، المسترزقين من سكان تلك المناطق من باعة ومقدمي خدمات مختلفة .
في المقابل تحاصر الثلوج السكان من كل جانب ولمدة زمنية قد تمتد لأسابيع بفعل تراكمها فوق منازلهم كما في المسالك المؤدية اليها ، تقلص منسوب حركتهم لا تتجاوز البيت او محيطه في احسن الاحوال تتوقف الدراسة ولا سبيل لبديل عن التنقل الى الفصول لغياب الربط بالأنترنيت ان كان السكان يمتلكون الوسائل بفعل الفقر وقصر ذات اليد ، اما غياب ” الريزو ” فتلك عزلة اخرى لا يتسع المكان المتراكم بالثلج الى الانتقال بين المرتفعات لالتقاطه .
يتكرر الامر كل سنة دون ان تتحول الاكراهات الى فرص تنموية يساهم فيها المنتخبون والجمعيون والقطاعات الحكومية على حد سواء بتنفيذ مخططات ، برامج ومشاريع حكومية يضمها النموذج التنموي الجديد المرتقب املا في رد الاعتبار لمواطني تلك الربوع بتسريع وثيرة التنمية وادماج اقتصادها المحلي في دورة الاقتصاد الوطني يكون الانسان محور الاستثمار فيه .
عن الأحداث المغربية